الصفحة الرئيسية » المدونات » أعراض ما بعد نوبة الهلع
ما بعد نوبة الهلع يمكن أن تكون تجربة مروعة ومربكة، وقد تترك أثرًا طويل الأمد على الأفراد الذين يعانون منها.
بعد تجربة النوبة، قد يشعر الشخص بتأثيرات نفسية وجسدية قد تستمر لفترة طويلة، مما يؤثر على جودة حياته بشكل ملحوظ.
في هذا المقال، يوضح الدكتور محمد أبو حليمة أخصائي الطب النفسي الأعراض الشائعة التي قد تطرأ بعد نوبة الهلع، وكيفية التعرف عليها، والتعامل معها بفعالية لتحسين نوعية حياة الأشخاص المتأثرين وتعزيز قدرتهم على التعامل مع هذه الحالة بشكل أفضل.
نوبة الهلع أو ما يسمى باضطراب الهلع أو نوبة الذعر أو نوبة الخوف (Panic Disorder) جميعها تشير على مشاعر الخوف المفاجئة الشديدة والتي غالبًا تحدث دون سبب واضح، لكنها تؤدي لأعراض شديدة، مثل: تسارع نبضات القلب، والتعرق الشديد، وصعوبة التنفس.
وفي حين أن نوبة الهلع بحد ذاتها ليست خطيرة أو ضارة إلا أن التعرض المتكرر للنوبة يؤدي لانخفاض جودة الحياة، فالكثير من الأشخاص يعانون من أعراض ما بعد نوبة الهلع (Panic attack hangover) أو ما تسمى أيضًا بآثار الأدرينالين (Adrenaline hangover).
وقد تستمر لساعات أو حتى أيام، مثل:
تختلف مدة نوبة الهلع من شخص لآخر حيث أن البعض قد يصاب بنوبة هلع طويلة أو قصيرة، وبشكل عام تستمر نوبات الهلع من 10 – 30 دقيقة ثم تبدأ الأعراض بالتلاشي.
ولكن من الحالات الأخرى التي وجدت أن بعض الأشخاص قد تستمر الأعراض لديهم لساعات أو حتى أيام حيث أن الشخص قد يستمر بالشعور بالخوف وقد يعاني من آلام جسدية حتى بعد انتهاء النوبة.
من الطبيعي أن تؤدي نوبة الهلع لارتفاع هرمون الأدرينالين والذي يعمل على تحفيز استجابة الجسم للقتال أو الهروب (Fight-or-flight response) وهذا بدوره يؤدي لتنشيط الجهاز العصبي وظهور الأعراض المرافقة لنوبة الهلع.
من الشائع أن يعاني البعض من نوبة هلع واحدة فقط في حياتهم، والبعض الآخر يعاني من نوبات متكررة تجعلهم يشعرون بخوف دائم من تجربة النوبة مرةً أخرى، لذلك جمعنا لك بعض الإجراءات التي تساعدك في التخلص من أعراض ما بعد نوبة الهلع، وأبرزها ما يأتي:
تساعد تقنيات التنفس العميق على إرخاء العقل والجسم بالإضافة إلى صرف الانتباه عن الأفكار السلبية، ويمكن القيام بها من خلال:
تساعد بعض تقنيات الاسترخاء، مثل: التأمل واليوجا على إعادة ضبط الشخص وتوجيه تركيزه بعيدًا عن مصادر التوتر، كما أنها تعطي شعورًا بالسيطرة، والهدوء، والتركيز وهذا بدوره يساعد على التخلص من أعراض ما بعد نوبة الهلع.
يعد النشاط البدني من الخطوات المهمة التي تساعد على تقليل خطر الإصابة بنوبة الهلع مرةً أخرى، حيث أنه عند ممارسة الرياضة يقوم الجسم بإفراز هرمون الإندورفين والذي يساعد على استرخاء الجسم وتحسين الحالة المزاجية.
من المعروف أن التدخين والكحول والكافيين من المواد التي تزيد من القلق وتساهم في الإصابة بنوبات الهلع، لذلك ينصح بتجنب هذه المواد أو الحد منها على الأقل.
ينصح بتغيير المكان الذي أصبت فيه بنوبة الهلع، على سبيل المثال: لو حدثت نوبة الهلع في غرفتك قم بالذهاب إلى الخارج في نزهة على الأقدام، أو في حال حدثت نوبة الهلع أمام مجموعة من الأشخاص قم بالذهاب لمكان ما يمكنك البقاء فيه بمفردك حتى تهدأ.
يمكن تناول وجبة خفيفة صغيرة أو قطعة حلوى في بعض الأحيان لمساعدة نفسك وجسدك وعقلك على الراحة.
يؤدي عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم إلى زيادة التوتر ومستويات القلق لدى الشخص، لهذا يعد النوم الجيد أحد الإجراءات الوقائية لتجنب نوبة الهلع مرةً أخرى.
بعض نوبات الهلع تجعل الشخص يشعر بأنه على وشك الانهيار أو الموت أو قد يستمر الشخص بالشعور بالقلق حتى بعد انتهاء النوبة، لذلك ينصح بالحصول على المساعدة والاستشارة من قبل الطبيب أو المختص للحصول على الدعم الطبي والنفسي.
حيث أن الطبيب يساعد المريض في معرفة المزيد عن نوبات الهلع وكيفية إدارتها.
الفرق الرئيسي بينهما أنه من الطبيعي أن تؤدي بعض الضغوطات إلى نوبة القلق وقد تتراكم تدريجيًا، بينما نوبة الهلع عادةً ما تحدث بشكل غير متوقع ومفاجئ.
ويجدر بالذكر أن نوبة القلق تسبب أعراض جسدية أقل حدة ولكنها تستمر لفترة أطول من نوبة الهلع والتي لها أعراض شديدة للغاية ولكنها قصيرة.
بعض الأشخاص يصاب بنوبة الهلع أثناء الليل دون وجود سبب واضح لذلك، وغالبًا ما يرافقها الأعراض المعروفة، مثل: تسارع نبضات القلب، وصعوبة التنفس، والتعرق، والقشعريرة.
وتستمر نوبات الهلع الليلة في المعتاد لعدة دقائق فقط، ولكن قد يواجه البعض صعوبة في العودة إلى النوم مرةً أخرى، ويجدر التنويه أن الأشخاص الذين يعانون من نوبات هلع ليلية معرضين للإصابة بنوبات هلع أخرى أثناء النهار.
يعاني البعض بما يسمى نوبة الهلع الصامتة (Silent panic attack) وهي عبارة عن نوبة تتضمن أعراض داخلية، مثل: زيادة معدل ضربات القلب أو الشعور بالدوار دون التعرض لأعراض خارجية.
تعد نوبة الهلع والاكتئاب حالتان مختلفتان ولكن قد يحدثون معًا حيث أن الشعور بالإكتئاب أو القلق من حين لآخر يعد أمرَا طبيعيًا.
إلا أن نوبات الهلع الناتجة عن القلق تؤدي للإصابة بالإكتئاب وغالبًا ما تتحسن كلتا الحالتين بالاستشارة النفسية والعلاج النفسي.
اقرأ ايضًا: أعراض الوسواس القهري المزمن
المصادر: