الصفحة الرئيسية » المدونات » علامات تدل على الغيرة المرضية
الغيرة المرضية هي حالة تتجاوز فيها مشاعر الغيرة الحدود الطبيعية لتصبح هوسًا غير مبرر. يؤثر ذلك على الحياة الشخصية والعلاقات، حيث يعاني المصابون من شكوك مستمرة وتصرفات غير عقلانية. هذا يؤدي إلى تدهور الثقة وتوتر العلاقات مع الشريك أو المحيطين.
في هذا المقال، يوضح الدكتور محمد عوني أبو حليمة، اختصاصي الطب النفسي ومعالجة الإدمان، العلامات التي تشير إلى الغيرة المرضية وكيفية التعرف عليها لتجنب تأثيراتها السلبية.
الغيرة المرضية هي اضطراب نفسي يتميز بمشاعر غيرة مبالغ فيها تجاه الشريك أو الآخرين. تكون هذه المشاعر ناتجة غالبًا عن شكوك وأفكار غير منطقية. يؤدي هذا النوع من الغيرة إلى تصرفات غير متزنة تضر بالعلاقات وتسبب توترًا دائمًا بين الأطراف المعنية.
الغيرة الطبيعية هي استجابة عاطفية مؤقتة يشعر بها الشخص عندما يواجه تهديدًا حقيقيًا لعلاقاته أو مكانته الاجتماعية. تكون هذه الغيرة معتدلة وتساهم في تعزيز العلاقة، حيث تحفز الشخص على الاهتمام بالشريك أو حماية العلاقة دون تجاوز الحدود.
أما الغيرة غير الطبيعية أو المرضية فهي مشاعر مفرطة وغير مبررة، تستند إلى أفكار وهمية وشكوك غير واقعية. تسبب التوتر وتؤثر سلبًا على العلاقة، حيث يبالغ الشخص في مراقبة الشريك أو إبداء عدم الثقة بشكل مستمر، مما يؤدي إلى تدهور العلاقة وتوترها.
تتعدد أسباب الغيرة المرضية وتتنوع بين العوامل النفسية والاجتماعية، وتشمل:
عندما يعاني الشخص من انعدام الثقة بالنفس، يؤثر ذلك بشكل كبير على علاقاته العاطفية. الشعور بالنقص يجعله يشعر بعدم الاستحقاق للحب والاهتمام من الشريك.
شعور القصور يعزز الغيرة المفرطة. يبدأ الشخص في الاعتقاد بأن الشريك قد يفضل شخصًا آخر أو أن العلاقة مهددة. نتيجة لذلك، يزداد القلق والتشكيك في نوايا الشريك، مما يساهم في تصاعد مشاعر الغيرة بشكل غير مبرر.
شعور الخوف المستمر من فقدان الشريك يمكن أن يتحول إلى غيرة مفرطة. يكون هذا القلق مدفوعًا بالقلق حول الأمان العاطفي ومستقبل العلاقة.
قد يكون للتعرض لخيانة أو خيبات أمل سابقة تأثير كبير على الثقة بالنفس والعلاقات المستقبلية، فعندما يتعرض الشخص لمواقف مؤلمة مثل خيانة من شريك أو فشل في علاقة سابقة، يمكن أن تترسخ مشاعر انعدام الثقة والقلق.
هذه المشاعر قد تؤدي إلى خوف مستمر من تكرار التجارب السلبية، مما يجعل الشخص يشعر بالغيرة الدائمة وغير المبررة في علاقاته الحالية.
الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية أو شخصية مثل اضطراب القلق أو اضطراب الشخصية الحدية قد يكونون أكثر عرضة لتطوير هذه المشكلة، وبالتالي هذه الاضطرابات تؤثر على كيفية تعامل الأفراد مع مشاعرهم وعلاقاتهم.
على سبيل المثال، الأشخاص المصابون باضطراب القلق قد يعيشون في حالة من التوتر المستمر والخوف من فقدان الشريك، مما يساهم في تعزيز مشاعر الغيرة. من ناحية أخرى، قد يؤثر اضطراب الشخصية الحدية على استقرار العلاقات العاطفية، حيث يكون الشخص عرضة لتقلبات مزاجية شديدة وشعور دائم بعدم الأمان، مما يجعل الغيرة أكثر شدة.
عندما يعتمد الشخص بشكل كامل على شريكه لتلبية جميع احتياجاته العاطفية، فإن هذا التعلق يمكن أن يؤدي إلى ظهور الغيرة غير الصحية، فالتعلق المفرط يعني أن الشخص يضع كل آماله واحتياجاته العاطفية في الشريك، مما يجعله يشعر بأنه لا يمكنه العيش أو الشعور بالرضا بدون هذا الشخص.
الأشخاص الذين يفتقرون إلى مهارات التواصل الفعّالة قد يجدون صعوبة في التعبير عن مشاعرهم ومخاوفهم بشكل صحي، هذا النقص في التواصل يمكن أن يؤدي إلى سوء فهم وتضخيم مشاعر الغيرة.
الأشخاص الذين يميلون إلى التفكير بشكل سلبي حول الذات والعلاقات يمكن أن يفسروا تصرفات الشريك بطريقة تعزز مشاعر الغيرة، حتى عندما لا تكون هناك دلائل حقيقية على الخيانة أو عدم الولاء.
قد يهمك أيضًا: هل سمعت من قبل عن اضطراب التخزين؟
علامات الغيرة المرضية يمكن أن تكون متنوعة وتتفاوت من شخص لآخر، إليك بعض العلامات الشائعة التي قد تدل على وجود هذه المشكلة:
اقرأ أيضًا: ما هو الصمت العقابي؟
قد تتضمن خطوات العلاج للتخلص من هذه المشكلة، ما يلي:
يساعد هذا العلاج على تغيير الأفكار والمعتقدات غير الواقعية التي تساهم في الغيرة المرضية، بالإضافة إلى أنه يركز العلاج على تصحيح الأفكار السلبية وتعزيز التفكير الإيجابي.
يمكن أن يساعد في فهم الأسباب العميقة للغيرة المرضية من خلال التحدث عن المشاعر المرتبطة بالمشكلة. بعد ذلك، يتم تعليم المريض طرق صحية للتعامل مع الغيرة باستخدام تقنيات الاسترخاء وتغيير التفكير.
يهدف هذا التدريب إلى تحديد المشاعر ومعالجتها بشكل بناء، مما يساعد في فهم أسباب الغيرة المرضية وتحسين القدرة على التعامل معها بطريقة صحية.
تساعد الاستشارة الزوجية في تحسين التواصل وفهم العلاقة بين الشريكين، خاصة إذا كانت الغيرة تؤثر على العلاقة.
في بعض الحالات، قد يكون العلاج الدوائي ضروريًا للتعامل مع الغيرة المرضية، خاصة عند تأثير الأعراض بشكل كبير على الحياة اليومية.
لذلك قد يصف الطبيب أدوية مثل مضادات القلق أو مضادات الاكتئاب للمساعدة في تقليل الأعراض وتقليل تأثيرها على الحالة النفسية.
المصادر: