التنويم المغناطيسي: تستلزم الأمراض النفسية خطة علاجية متكاملة للتعامل معها بطريقةٍ صحيحةٍ والسيطرة على الأعراض، إلى جانب الحد من تقدم الحالة قدر الإمكان.
وقد تتضمن الخطة العلاجية وصف الأدوية إلى جانب الجلسات العلاجية، وتعد جلسات التنويم المغناطيسي إحدى هذه الخيارات، ويُحدثنا عن ذلك الدكتور محمد أبو حليمة أخصائي الطب النفسي والإدمان في هذا المقال.
تعريف التنويم المغناطيسي
يُجري التنويم المغناطيسي على شكل جلسات علاجية تُتيح الاسترخاء العميق والتركيز من خلال تحفيز الوعي عبر قيام المُختص بتحفيز التكرار اللفظي واستحضار صور ذهنية معينة.
والجدير ذكره أنّ لذلك تأثير على تغيير السلوكيات أو العواطف أو الأحساسيس أو الأفكار والتعامل مع الذكريات والأمور المزعجة بطريقةٍ صحيحة.
دواعي العلاج بالتنويم المغناطيسي
يُجرى هذا النوع من العلاجات لأهدافٍ عدة، والتي نذكر منها ما يلي:
تخفيف التوتر والقلق والأرق والرهاب الاجتماعي، وغيره من المشاكل النفسية.
تغيير بعض السلوكيات؛ خاصة المتعلقة بالنوم أو التبول اللاإرادي وبعض سلوكيات تناول الطعام.
تخفيف الألم؛ بما في ذلك الصداع وألم الحروق وألم الأسنان والسرطانات والقولون، وغيره من الحالات.
تخفيف الهبات الساخنة الناتجة عن انقطاع الطمث.
تخفيف الآثار الجانبية لعلاجات السرطان؛ بما في ذلك العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي.
الإقلاع عن التدخين وتقليل الوزن.
التحضير لجلسة التنويم المغناطيسي
تُجرى جلسات التنويم في عيادة المُختص، وعلى الرغم من أنها لا تحتاج أي تحضيرات خاصة، إلا أنه غالباً ما يتم اتباع ما يلي كإجراء سابق:
توصية المريض بارتداء ملابس مريحة لمساعدته على الاسترخاء.
الراحة ومحاولة النوم الجيد قبل الجلسة.
إجابة المُعالج عن كافة الأسئلة التي تتراود في بال الشخص حول جلسات التنويم المغناطيسي.
ماذا يحدث أثناء جلسة التنويم المغناطيسي؟
قد تتضمن جلسة التنويم المغناطيسي ما يلي:
قيام المُختص بشرح ما سيحدث أثناء الجلسة والأهداف العلاجية المُراد تحقيقها من ذلك.
بدء المُختص بالتحدث بنبرة لطيفة وهادئة بما يثير الشعور بالهدوء والاسترخاء والأمان والثفاهية لدى الشخص مع تجاهل المشتتات، ويتم ذلك بصورةٍ تدريجية؛ بحيث في البداية يتبع المختص طريقة التحكم بالتنفس واسترخاء العضلات التدريجي، أو التركيز على صورةٍ مرئية.
إدخال الشخص في مرحلة التغيير الفعلي والتي تهدف إلى استكشاف وإيجاد حلول للتعامل مع المشكلة التي يعاني منها الشخص أو إجراء التغييرات المناسبة.
مساعدة الشخص أو توجيهه لإخراج نفسه من حالة التنويم المغناطيسي التي كان فيها مع انتهاء الجلسة، وتتم اليقظة من هذه الحالة بصورةٍ تدريجيةٍ وبشكلٍ مريح للشخص.
نتائج جلسات التنويم المغناطيسي
يتمكن الشخص مع الوقت من تحقيق هذه الطريقة بشكل ذاتي، والذي يُمكنه من الوصول إلى حالة الهدوء والاسترخاء دون الحاجة لتوجيهاتٍ من المختص، بحيث يكون الشخص قادرًا على الاستعانة بهذه التقنية متى ما تطلبت حالته ذلك، وتتحقق الأهداف العلاجية.
أسئلة شائعة
هل يُسبب التنويم المغناطيسي آثارًا جانبية؟
يعد الرنين المغناطيسي إجراء آمن ولا يُسبب مضاعفات أو آثار جانبية خطيرة، ولكن في حالاتٍ محدودة قد يسبب آثار جانبية مؤقتة؛ مثل: الدوخة والصداع والنعاس والغثيان.
هل يكون الشخص نائم بالفعل أثناء التنويم المغناطيسي؟
لا، فالأمر لا يتم كما تتم مشاهدته في الأفلام أو برامج الكرتون، بل إن الشخص يكون بكامل سيطرته أثناء الجلسة ويبقى بوعيه ومُدركًا لما يُحدث، ويتذكر ما حدث بعد انتهاء الجلسة.
هل إجراء التنويم فعال؟
على الرغم من فعاليته في العديد من الحالات؛ ولكن لا يُعد مناسبًا للجميع، فلا يستطيع كافة الأفراد الدخول في حالة التنويم بشكلٍ تام بما يكفي لتحقيق الاسترخاء اللازم، والجدير ذكره أنه كلما كان الدخول في حالة الهدوء والاسترخاء أسهل وأسرع أثناء الجلسة؛ زادات احتمالية الاستفادة منها.