الصفحة الرئيسية » المدونات » أثر الوسواس القهري على الدماغ
أثر الوسواس القهري هو اضطراب نفسي يشكو فيه الشخص من تكرار أفكار أو سلوكيات بطريقةٍ لا يمكن السيطرة عليها أو إيقافها.
وهذا ما يجعله ذو تأثير في الجوانب المختلفة من حياة المريض.
ويُعتقد بأنّ هذه الحالة ناجمة عن مزيج من العوامل الجينية والبيئية إلى جانب تغيرات في وظيفة وبُنية الدماغ، ولعلك تساءلت: ما هو أثر الوسواس القهري على الدماغ؟
يجيب د.محمد عوني أبو حليمة اخصائي الطب النفسي والإدمان في هذا المقال عن هذا السؤال وأكثر.
كما ذكرنا أعلاه؛ فإنّ الوسواس القهري قد يكون ناجمًا عن تأثير العوامل المختلفة، والتي من أبرزها تغيرات على الدماغ؛ سواء بُنيته أو وظيفته.
وقد تمكن الخبراء من التوصل إلى وجود اختلافات دقيقة في دماغ مريض الوسواس القهري مقارنةً بالطبيعي.
وعلى الرغم من أن تغيرات الدماغ قد تحدث لدى جميع المرضى، إلا أنّ شدتها تختلف من شخصٍ لآخر، ويُذكر بأنّ هذه التغييرات تكون دائمة في الحالات الشديدة.
وفيما يلي بيان أبرز الجوانب المتعلقة بأثر الوسواس القهري على الدماغ:
تكون المادة الرمادية في الدماغ مسؤولة عن معالجة المعلومات، ويؤدي تراجع مساحتها عن الحد الطبيعي إلى فقدان القدرة على تنظيم السلوكيات الاندفاعية والعواطف والمهارات الحركية.
إلى جانب انخفاض القدرة على معالجة الأفكار الوسواسية.
تكون قشرة الفص الجبهي (Prefrontal cortex) مسؤولة عن اتخاذ القرارات وتنمية المهارات الأساسية وتقليل التعرض للأخطاء.
بحيث تمنح الشعور بالرضا والإنجاز عند القيام بمهمة معينة بشكلٍ جيد أو صحيح.
في حين تسبب الشعور بالبؤس والحزن في حال الفشل في أداء مهمة ما أو القيام بها بشكل سيء أو غير صحيح.
وفي حال الإصابة بالوسواس القهري فإنّ ذلك يتسبب بفرط نشاطها؛ مما يمنح الشخص شعورًا بارتكاب أمر خاطئ يجدر تصحيحه حتى وإن لم يكن ذلك أمرًا حقيقيًا.
يمثل التلفيف الحِزامي (Cingulate Gyrus) أحد أجزاء القشرة الحزامية (Cortex cingularis) في الدماغ، وهو مسؤول عن التنبؤ بنتيجة الأفعال والحث على تجنب العواقب السلبية لها.
كذلك فهو مسؤول عن منح الشعور بالانزعاج أو عدم الراحة عند ارتكاب الأخطاء حتى يتم تصحيحها.
وعند اضطراب وظيفة هذا الجزء؛ يجد الشخص نفسه قلقًا ومنزعجًا تجاه بعض السلوكيات حتى وإن لم تكن هذه السلوكيات خاطئة، مما يحفز تكرار ردود الفعل للتخفيف من هذه المشاعر السلبية.
يلعب المهاد دورًا في نقل المعلومات من حواس الجسم -باستثناء حاسة الجسم-.
ويترتب على فرط نشاطه وزيادة حجمها يؤثر في أجزاء أخرى من الدماغ مسببًا زيادة نشاطها؛ كقشرة الفص الجبهي.
يُساهم السيروتونين في تنظيم الحالة المزاجية وإبقاء الشخص هادئًا.
إلا أنّ انخفاض مستوياته تؤدي إلى الشعور بالانفعال أو الاضطراب وعدم القدرة على تهدئة النفس.
تكون النواة الذنبية (Caudate nucleus) في الدماغ مسؤولة عن التعلم بشكلٍ جماعي، والتي تتضمن الحد من الإجراءات غير المنتجة أو غير المفيدة.
وفي حال ضعف نشاطها فإن الدماغ يواجه مشكلة في التفريق بين الخيارات الصحية وغير الصحية، مما يحد من القدرة على تجاوز القلق، ويُسبب شعورًا بالقهر.
يُصاحب الإصابة بالوسواس القهري فقدان التواصل بين القشرة الأمامية للدماغ المسؤولة عن حل المشكلات، والمناطق الأعمق من الدماغ؛ تحديدًا المخطّط البطنيّ (Ventral Striatum) المسؤول عن المكافآت واتخاذ الخيارات الأنسب.
ويؤثر فقدان التواصل بين هاتين المنطقتين في قدرة الشخص على اتخاذ قرارات عقلانية.
وهذا ما يمنح الشخص المصاب بالوسواس القهري شعورًا بأن تكرار أفعال معينة سيُخفف من الوساوس.
نعم، ولكن وحسب توجيهات د.محمد أبو حليمة أخصائي الطب النفسي والإدمان، فيجب وبأسرع وقت ممكن التعامل مع أعراض الوسواس القهري وذلك لتفادي تأثيره على الدماغ.
من خلال العلاج الدقيق للحالة والمعتمد على الأدلة العلمية والطبية، كما ويجب الانتباه إلى ضرورة الالتزام بخطة العلاج لمن يعانون من حالات شديدة سواء بالعلاج بمنع الاستجابة للتعرض (ERP) أو الأدوية.
اقرأ أيضًا: مدة انسحاب المخدرات من الجسم
المصادر: