قلة الثقة بالنفس هو شعور الشخص بعدم الاعتراف بقدراته ومهاراته الخاصة، مما يجعله يقيّم نفسه بشكل سلبي. يعاني البعض من هذا الشعور فينظرون إلى حياتهم بنظرة قاصرة ومتشائمة، حيث يعتقدون أنهم يعانون من نقص أو عجز. نتيجة لذلك، يصبحون أكثر حساسية تجاه النقد، ويواجهون صعوبة في بناء الثقة بالآخرين. كما يتأثرون بالخضوع ويشعرون بعدم القدرة على حب أنفسهم أو تلقي الحب من الآخرين. تجدر الإشارة إلى أن الثقة بالنفس لا ترتبط دائمًا بالقدرات الفعلية للفرد، بل تتعلق بنظرة الشخص لذاته وكيفية تقديره لما يمتلكه من إمكانيات.
8 علامات تدل على قلة الثقة بالنفس
تتضمن أهم العلامات التي تدل على قلة الثقة بالنفس ما يلي:
المقارنة المستمرة بالآخرين
من العلامات الواضحة على قلة الثقة بالنفس هي مقارنة الشخص لنفسه بالآخرين بشكل سلبي. هذا السلوك يضر بتقديره لذاته ويضعه في موقف دائم من التقليل من نفسه.
عند مقارنته بمن حوله، يشعر بالنقص أو عدم الكفاءة، مما يعزز مشاعر العجز ويؤثر سلبًا على احترامه لذاته.
الشك الدائم في الذات والقلق المستمر
حتى بعد اتخاذ القرارات، لا يشعر الشخص غير الواثق بنفسه بالراحة أو الاطمئنان على اختياره.
يتملك الشك ذاته وتبقى مشاعر القلق ترافقه حول ما إذا كان قد اتخذ القرار الصائب أم لا. يتساءل باستمرار عن صحة أفكاره وآرائه، مما يعزز مشاعر التردد والخوف من ارتكاب الأخطاء.
الشعور المستمر بعدم الكفاية
الشخص الذي يعاني من قلة الثقة بالنفس يشعر بشكل دائم بعدم الكفاية أو النقص. حتى لو كانت لديه مهارات وقدرات، فهو لا يرى نفسه قادرًا على الإنجاز بشكل كامل. هذا الشعور بعدم الجدارة قد يجعله يستهين بإنجازاته ويقلل من قيمتها، مما يزيد من معاناته النفسية ويضعف قدرته على التقدم.
صعوبة في طلب المساعدة
الشخص الذي لا يثق بنفسه يواجه صعوبة في طلب المساعدة عندما يحتاج إليها. فهو يشعر بالخجل أو القلق من أن يكون طلبه غير مبرر أو يعبر عن ضعف شخصي. هذا الشعور يمنعه من التواصل مع الآخرين للحصول على الدعم أو المساعدة اللازمة، مما يزيد من شعوره بالعزلة والحرج.
الحساسية المفرطة للنقد
الشخص الذي يعاني من ضعف الثقة بالنفس يكون أكثر عرضة للتأثر بالنقد، سواء من الآخرين أو من نفسه. قد يجد صعوبة في تقبل الانتقاد أو التصحيح، ويشعر بأن النقد لا يهدف إلا إلى تسليط الضوء على عيوبه. هذا النوع من الحساسية قد يجعله ينفعل أو يغضب بشكل مفرط، حيث يرى في النقد تهديدًا لصورته الذاتية.
الشخص الذي يفتقر إلى الثقة بنفسه يشعر غالبًا بعدم قدرته على التحكم في مجريات حياته. يظهر هذا العجز في سلوكياته اليومية، حيث بدلاً من محاولة إيجاد حلول للمشاكل التي تواجهه، يلجأ إلى الآخرين للقيام بذلك نيابة عنه. هذه المشاعر من العجز قد تمنعه من اتخاذ المبادرة والتأثير في مجرى حياته.
رفض التعليقات الإيجابية
قلة الثقة بالنفس غالبًا ما ترتبط بتدني احترام الذات، مما يجعل الشخص يجد صعوبة في تقبل التعليقات الإيجابية من الآخرين.
فبدلاً من أن يشعر بالامتنان أو التقدير، يستجيب للشكر أو المدح بشعور من الريبة أو الشك، مما يعكس نقصًا في ثقته بنفسه وقدرته على تقدير نفسه.
الحديث السلبي عن الذات
من العلامات الشائعة على ضعف الثقة بالنفس هو التركيز المستمر على العيوب والنقاط السلبية بدلاً من تسليط الضوء على نقاط القوة.
كثيرًا ما يتحدث الشخص الذي يفتقر إلى الثقة بنفسه عن نفسه بطريقة تقلل من قيمته، مما يكرس مشاعر الفشل ويعزز النظرة السلبية تجاه ذاته.
نصائح عامة لاستعادة الثقة بالنفس
يمكنك اتباع النصائح التالية لاستعادة ثقتك بنفسك:
من أهم الخطوات للتغلب على الشعور بانعدام الثقة هو أن تعامل نفسك كما لو كنت صديقك المقرب. قدم لنفسك الدعم والتشجيع في جميع المواقف.
ابتعد عن الأشخاص الذين يقللون من قيمتك أو يسهمون في هدم ثقتك بنفسك.
إذا كنت تخشى المواقف الاجتماعية، حاول أن تبدأ بالتحدث مع شخص واحد فقط. ستحقق نجاحًا صغيرًا، لكن هذا النجاح سيعزز ثقتك بنفسك، فلا تنسَ أن تحتفل به.