الصفحة الرئيسية » المدونات » كيف يمكن علاج مرض السرقة؟
يعد مرض السرقة إحدى الاضطرابات السلوكية التي تثير قلق الكثيرين، خاصةً عندما تتطور لتصبح عادة يصعب السيطرة عليها.
قد تكون السرقة دافعًا نفسيًا قويًا يتطلب فهماً عميقًا لأسبابه ودوافعه الكامنة، إلى جانب اتباع نهج علاجي شامل يستهدف معالجة الجوانب النفسية والاجتماعية للمصابين بهذا السلوك.
في هذا المقال، يوضح الدكتور محمد عوني أبو حليمة اختصاصي الطب النفسي ومعالجة الإدمان الأساليب المختلفة لعلاج مرض السرقة.
مرض السرقة، المعروف أيضًا باسم “الكليبتومانيا” (Kleptomania)، هو اضطراب نفسي يتميز بعدم القدرة على مقاومة الرغبة الملحة في سرقة أشياء لا يحتاجها الشخص، وغالبًا ما تكون هذه الأشياء بلا قيمة حقيقية أو ضرورية.
المصابون بهذا الاضطراب يشعرون بتوتر شديد قبل ارتكاب السرقة والإحساس بالراحة أو الرضا بعد فعل السرقة، رغم أنهم يدركون أن هذا السلوك خاطئ وغير قانوني.
يعتبر مرض السرقة جزءًا من اضطرابات التحكم في الدوافع، ويحتاج إلى تقييم وعلاج نفسي متخصص.
أسباب هذا الاضطراب ليست مفهومة بشكل كامل، ولكن هناك عدة عوامل قد تساهم في تطوره، من بين هذه العوامل:
يُعتقد أن عدم التوازن في الناقلات العصبية، مثل السيروتونين والدوبامين، قد يكون له دور في تطور الاضطراب، حيث أن هذه المواد الكيميائية تؤثر على تنظيم المزاج والسلوك.
السرقة قد تكون مرتبطة باضطرابات أخرى مثل الاكتئاب، القلق، اضطراب الوسواس القهري (OCD)، أو اضطراب الشخصية الحدية.
بالإضافة إلى أن بعض الأبحاث تشير إلى أن الصدمات النفسية أو المشاكل العاطفية في الطفولة قد تزيد من خطر تطور الاضطراب في وقت لاحق من الحياة.
وجود تاريخ عائلي من الاضطرابات النفسية أو الإدمان قد يزيد من احتمال الإصابة بمرض السرقة.
قد تساهم الضغوطات الاجتماعية أو العائلية الشديدة في دفع الشخص للجوء إلى السرقة كوسيلة للتخفيف من التوتر أو لتحقيق شعور بالراحة.
مرض السرقة يتميز بعدة أعراض يمكن ملاحظتها لدى المصابين به، تشمل هذه الأعراض:
تشمل طرق التشخيص ما يلي:
يتم إجراء مقابلات مفصلة مع المريض لفهم تاريخه النفسي والسلوكي.
كذلك يتم سؤال المريض عن مشاعره ودوافعه وسلوكياته المرتبطة بالسرقة، بالإضافة إلى أي أعراض أخرى قد يعاني منها.
يتم فحص التاريخ الطبي والعائلي للمريض لتحديد ما إذا كانت هناك عوامل وراثية أو تاريخ من الاضطرابات النفسية أو الإدمان في الأسرة قد يكون له علاقة بتطور هذا الاضطراب.
يعتمد التشخيص على معايير محددة موجودة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5) الصادر عن الجمعية الأمريكية للطب النفسي، تشمل هذه المعايير:
الهدف من العلاج هو مساعدة الشخص على التحكم في الرغبة القهرية للسرقة وتطوير استراتيجيات للتعامل مع الدوافع والمشاعر المرتبطة بالاضطراب.
فيما يلي الطرق الرئيسية لعلاج مرض السرقة:
والذي يشمل:
مثل:
في بعض الحالات، يمكن استخدام التنويم المغناطيسي كجزء من العلاج لمساعدة المريض على الوصول إلى جذور الرغبة في السرقة وتغيير الاستجابات السلوكية.
في الختام، من الضروري التذكير بأن الشجاعة في طلب المساعدة هي الخطوة الأولى نحو الشفاء، وأن الدعم المستمر يمكن أن يصنع فارقًا كبيرًا في رحلة التعافي.
اقرأ أيضًا: ما هو سبب فقدان الشغف؟
المصادر: