الصفحة الرئيسية » المدونات » ما هي طرق علاج التنمر؟
التنمر هو سلوك عدواني متكرر يهدف إلى إيذاء أو إهانة شخص آخر، سواء كان ذلك جسديًا أو نفسيًا. يُمارس التنمر في العديد من البيئات، مثل المدارس، أماكن العمل، وحتى عبر الإنترنت، ويؤثر بشكل كبير على الضحية من خلال تدمير ثقته بنفسه وزعزعة استقراره العاطفي. يعكس التنمر خللًا في العلاقات الاجتماعية ويُعد من أفعال العنف التي يجب التعامل معها بحذر شديد.
إن مواجهة التنمر تتطلب تعاون الجميع، بدءًا من الأسرة والمدرسة وصولاً إلى المجتمع ككل، من أجل الحد من هذه الظاهرة وحماية الأفراد من تأثيراتها السلبية.
في هذا المقال يذكر الدكتور محمد عوني أبو حليمة اختصاصي الطب النفسي ومعالجة الإدمان طرق علاج التنمر.
يُعد التنمر من الظواهر الاجتماعية السلبية التي تؤثر بشكل كبير على الضحايا، حيث يؤدي إلى تدهور الثقة بالنفس، والإصابة بمشاكل نفسية وصحية. ويتمثل علاج التنمر في عدة طرق وأساليب يمكن أن تساعد في الحد من هذه الظاهرة وتقديم الدعم للأشخاص المتعرضين لها، ومنها:
أحد أهم طرق علاج التنمر هو نشر الوعي حول أضراره وآثاره السلبية. لذلك ينبغي أن تتبنى المدارس والمجتمعات حملات توعية تهدف إلى تعليم الأفراد ما هو التنمر وكيف يمكن أن يؤثر على الآخرين.
من خلال ورش عمل وحلقات نقاشية، يمكن للأفراد أن يتعلموا كيفية التعرف على التنمر وكيفية التصدي له. كما ينبغي توعية الأطفال والشباب بأهمية احترام الاختلافات وتقدير مشاعر الآخرين، وتوضيح الفرق بين المزاح المقبول والتصرفات العدوانية.
تعليم الأطفال والشباب كيفية التواصل بشكل صحيح مع الآخرين يمكن أن يكون وسيلة فعالة في تقليل و علاج التنمر. من خلال توفير بيئة تعليمية تشجع على الحوار والتفاهم، يمكن للطلاب تعلم كيفية التعبير عن مشاعرهم واحتياجاتهم بشكل إيجابي دون اللجوء إلى العدوانية. بالإضافة إلى ذلك، يجب تعليمهم استراتيجيات لحل النزاعات بشكل سلمى، مما يقلل من فرص تطور المواقف إلى حوادث تنمر.
التدخل المبكر من الأهل والمعلمين يمكن أن يكون حاسمًا في علاج التنمر. إذا لاحظ الآباء أو المعلمون أي سلوك عدواني من الطفل تجاه الآخرين، ينبغي التعامل مع الأمر بسرعة وفعالية. يتطلب ذلك أن يكون لدى الأهل والمعلمين القدرة على مراقبة سلوكيات الأطفال والتعرف على أي علامات تدل على التنمر سواء من الضحية أو المعتدي. كما ينبغي أن يكون التدخل بشكل غير قاسي ولكن حازم، مع توجيه الطفل المعتدي إلى طرق أخرى للتعامل مع مشاعره وصراعاته.
من المهم العمل على تقوية ثقة الشخص المتعرض للتنمر بنفسه، ومساعدته على استعادة استقراره النفسي والعاطفي، ليتمكن من تجاوز التجربة الصعبة التي مر بها.
عند التعرض للتنمر من قبل الآخرين، من الأفضل في البداية عدم إظهار أي ردة فعل مثل الغضب أو الانزعاج. بدلاً من ذلك، يمكن للشخص ببساطة الابتعاد عن الموقف. يشعر المتنمرون بالقوة والسرور عندما يلاحظون تأثير تصرفاتهم على الآخرين، مثل الشعور بالحزن أو الغضب، مما قد يدفعهم إلى الاستمرار في سلوكهم. مع ذلك، هناك بعض حالات التنمر التي تتطلب رد فعل مباشر، حيث يتعين على الشخص الدفاع عن نفسه.
يعد تشجيع الشخص المتعرض للتنمر على الانخراط في الأنشطة الاجتماعية جزءًا أساسيًا من عملية التعافي، حيث يساعده ذلك على بناء علاقات جديدة والاندماج في المجتمع، مما يعزز من شعوره بالقبول والدعم.
من المهم تصديق كل ما يقوله الطفل بشأن ما يمر به وعدم الاستهزاء بمشاعره أو تجاربه. ينبغي العمل بشكل جاد مع المدرسة لوضع خطة فعّالة للتصدي للتنمر، ودعمه طوال هذه المرحلة النفسية حتى يتمكن من تخطي هذه التجربة.
ينبغي على الأهل أن يتحلوا بالتفهم لمشاعر الطفل المتعرض للتنمر، والرد عليها بهدوء وإيجابية.
من الضروري التعرف على الأسباب التي أدت إلى تعرضه للتنمر، وشرح له ببساطة أن هذا السلوك غير مقبول ويجب العمل على تجاوزه من أجل التمتع بحياة أفضل.
يجب الابتعاد عن وصف الطفل بأنه “المعتدي” أو “المتنمر”، خاصة أمام الآخرين أو إخوته. ذلك يمكن أن يسبب له إحراجًا ويزيد من مشاعر الذنب أو العزلة.
من الضروري أن يتجنب الأهل التركيز على الإحباطات التي قد يعاني منها الطفل في المنزل أو خلال فترة الامتحانات أو الواجبات المنزلية، والعمل على توفير بيئة أكثر دعمًا وتشجيعًا له.
اقرأ أيضًا: طرق التعامل مع الطفل العنيد والعدواني
من الضروري عدم مواجهة التنمر بأسلوب مشابه، مثل استخدام العنف أو الاعتداء، وذلك لتفادي التصعيد والاشتباك الذي يفضله المتنمرون غالبًا. كما يساعد الابتعاد عن هذه التصرفات على تجنب الوقوع في المشاكل. بدلاً من ذلك، يفضل التواجد مع الآخرين وطلب المساعدة إذا دعت الحاجة.
من المهم أن يُعلم الشخص المتعرض للتنمر شخصًا بالغًا يمكنه تقديم الدعم والمساعدة، سواء كان صديقًا أو أخًا أو معلمًا. غالبًا ما يستطيع هؤلاء التعامل مع المتنمرين بشكل مناسب، مما يؤدي إلى توقف سلوكهم خوفًا من العواقب المحتملة.
المراجع: