في السنوات الأخيرة، أصبح العمل عن بعد جزءًا أساسيًا من نمط الحياة الحديث، خاصة بعد تأثيرات جائحة كورونا. على الرغم من الفوائد العديدة التي يقدمها العمل عن بعد، مثل المرونة وتقليل الوقت المستهلك في التنقل، إلا أن له تأثيرات ملحوظة على الصحة النفسية.
قد يشعر البعض بالوحدة والعزلة نتيجة قلة التفاعل الاجتماعي، بينما يمكن أن يؤثر غياب الحدود بين الحياة المهنية والشخصية سلبًا على التوازن النفسي. في هذا المقال يوضح الدكتور محمد عوني أبو حليمة اختصاصي الطب النفسي ومعالجة الإدمان عن طرق الحفاظ على الصحة النفسية خلال العمل من المنزل.
طرق الحفاظ على الصحة النفسية خلال العمل من المنزل
إن اتباع النصائح التالية سيسمح لك وتعزيز فرص ومزايا العمل من المنزل. والحفاظ على الصحة النفسية:
ابدأ يومك بشكل إيجابي
تؤثر الساعات الأولى من يومك بشكل كبير على إنتاجيتك طوال اليوم. ارتدِ ملابسك المناسبة بدلاً من العمل في ملابس النوم، فهذا يساعد على تحفيز عقلك للعمل.
ثم، قم بترتيب سريرك، فهذه العادة البسيطة تعزز شعور الإنجاز وتساعدك على بدء اليوم بنشاط.
حدد روتين صباحي فعال
على الرغم من أن التنقل إلى المكتب قد يبدو مملًا، إلا أنه يهيئ عقلك للعمل. في المنزل، يمكنك إعادة خلق هذا الشعور من خلال تخصيص بعض الوقت في بداية يوم العمل لتنظيف مساحة عملك وإعداد كوب من القهوة أو الشاي. بالإضافة إلى ذلك، خصص وقتًا لأنشطة ختامية بعد يوم العمل، مثل الخروج للمشي أو قضاء وقت مع العائلة، مما يساعد على تقليل الإرهاق العاطفي ويساهم في تحقيق توازن صحي بين العمل والحياة.
ضع حدودًا واضحة بين حياتك الشخصية وعملك
هل تجد صعوبة في “التوقف عن العمل” أثناء وجودك في المنزل؟ قد تشعر أحيانًا بأن الفواصل بين حياتك الشخصية والمهنية غير واضحة، وهذا أمر شائع. أظهرت دراسات العمل عن بُعد أن من أكبر التحديات هي صعوبة التوقف عن العمل وتداخل الحياة المهنية مع الحياة الخاصة.
عندما يكون جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص بك في نفس الغرفة، قد يكون من الصعب الابتعاد عن المشروع المهم أو الموعد النهائي الذي يلوح في الأفق. هذا الشعور بالارتباط القوي بالعمل يمكن أن يؤدي إلى توتر متزايد، حيث تبدأ ضغوط العمل في التسلل إلى حياتك الشخصية.
حدد ساعات عمل ثابتة
تمنحك مرونة العمل من المنزل فرصة رائعة، ولكن يجب عليك استخدام هذه المرونة بذكاء لضمان إنتاجيتك. عند وضع خططك اليومية، اسأل نفسك:
عندما تكون بمفردك، قد يكون من السهل الجلوس أمام الكمبيوتر طوال يوم العمل دون توقف، ولكن هذا لا يؤدي إلى إنتاجية عالية. بدلاً من ذلك، خصص وقتًا مناسبًا لتناول الغداء بدلًا من التصفح المستمر لوسائل التواصل الاجتماعي.
تجنب الانتقال من مهمة لأخرى بدافع الملل. حدد هدفًا ثم استمتع باستراحة كافية بعيدًا عن العمل. أثناء العمل من المنزل، يمكنك اختيار الوقت المناسب للاستراحة، لذا استخدم هذا الخيار بحكمة.
حاول أن تأخذ فترة راحة رئيسية في منتصف يوم العمل تقريبًا. هذا سيساعدك على تجديد طاقتك لإنهاء اليوم بشكل إيجابي. امنح عقلك الاستراحة التي يستحقها.
حافظ على التواصل
اجعل من أولوياتك البقاء على تواصل مع زملائك وأصدقائك وعائلتك. خصص وقتًا منتظمًا للمتابعة، سواء من خلال استراحات أو مكالمات فيديو، لتعزيز الروابط الاجتماعية.
افتخر بنفسك
عندما تعمل عن بُعد، قد تجد نفسك في أوقات تفتقر فيها للتفاعل مع الآخرين، مما قد يؤثر على دافعك ويجعلك تشعر بعدم الإنجاز.
حاول أن تحدد شيئًا صغيرًا كل يوم يمكنك أن تشعر بالفخر تجاهه. قد يكون من المفيد أن تبدأ يومك بإنشاء قائمة بالمهام، ثم قم بتحديد كل ما أنجزته بنهاية اليوم. سيساعدك ذلك على رؤية التقدم الذي حققته ويعزز شعورك بالإنجاز.