الصفحة الرئيسية » المدونات » هل التوحد مكتسب أم يولد مع الطفل؟
مرض التوحد أو اضطراب طيف التوحد (Autism spectrum disorder) هو اضطراب في النموّ والتطور ترتبط بنمو الدماغ وتؤدي إلى صعوبات في التفاعل والتواصل والسلوك الاجتماعي لدى المُصاب.
كما يتضمن هذا الاضطراب أنماط محدودة ومتكررة من السلوك، ولكن هل التوحد مكتسب أم يولد مع الطفل؟
يبدأ اضطراب طيف التوحد في مرحلة الطفولة المبكرة إذ غالبًا ما تظهر الأعراض في غضون السنة الأولى حيثُ يكون لدى الأطفال جينات تسبب هذه الحالة قبل ولادتهم، وهذا يعني بأن التوحد يولد مع الطفل ولا يكون مكتسب في الغالب.
لا يوجد سبب معين للإصابة بطيف التوحد، ولكن من المحتمل أن يكون هناك العديد من العوامل التي قد تؤدي إلى الإصابة به مثل العوامل الوراثية والبيئية.
وفيما يلي نوضح ذلك:
تشير الأبحاث إلى أن حوالي 102 جينًا مختلفًا قد يكون سببًا في احتمالية ولادة مصاب بالتوحد.
وهذا يعني بأن إصابة أحد أفراد العائلة من الدرجة الأولى مثل الأب أو الأم أو الأخ فإن خطر الإصابة ترتفع.
على سبيل المثال، إذا تم تشخيص أحد التوأم المتطابق باضطراب طيف التوحد، فإن احتمال أن يكون التوأم الآخر مصابًا بالتوحد أيضًا هو 60-90%.
أمثلة على الحالات التي قد تزيد من فرص الإصابة بالتوحد:
تظهر الدراسات أن تعرض الأم للمعادن الثقيلة والسموم البيئية الأخرى أثناء الحمل قد يزيد من فرصة ولادة طفل مُصابًا بالتوحد.
تم أيضًا ربط بعض الأدوية الموصوفة التي يمكن استخدامها أثناء الحمل باضطراب طيف التوحد. وتشمل هذه الأدوية حمض الفالبرويك وبعض مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs). ومع ذلك هناك الحاجة لإجراء للمزيد من الدراسات لإثبات ذلك.
وقد وجدت الأبحاث أيضًا ارتفاعًا في معدلات اضطراب طيف التوحد بين الأطفال المولودين لأبوين يعانون من مشاكل نفسية غير معالجة.
أظهرت بعض الأبحاث أيضًا وجود علاقة بين بعض أنواع العدوى الفيروسية أو الاختلالات الأيضية وفرصة الولادة بالتوحد. كما أن الحمل في سن كبير قد يزيد أيضًا من احتمالية الإصابة.
قد تؤثر عوامل أخرى خلال الحمل أيضًا على فرصة ولادة طفل مُصابًا بالتوحد، ومنها:
يعد النظام الغذائي للمرأة الحامل أيضًا عاملاً أساسيًا، على سبيل المثال، ثبت أن تناول فيتامينات ما قبل الولادة، وخاصة تلك التي تحتوي على فيتامين د وحمض الفوليك، مهم جدًا للجنين النامي.
قد يشمل علاج مرض التوحد واحدًا أو أكثر مما يلي:
يستخدم العلاج السلوكي لمرض التوحد العديد من البرامج تخص الصعوبات اللغوية والاجتماعية والسلوكية التي ترتبط باضطراب طيف التوحد.
كما ويركز هذا العلاج على بعض التقنيات التي تُساهم في:
يساعد علاج النطق واللغة لمرض التوحد على تحسين كيفية فهم الأطفال المُصابون للغة وكيفية التحدث، ومدى وضوح كلماتهم للآخرين، وكيفية مشاركتهم في المحادثة (التواصل).
ويتضمن هذا عمل جلسات لأفراد الأسرة لتعليمهم كيفية التفاعل مع طفلهم المُصاب بطيف التوحد، حيثُ يمكن أن يُساهم ذلك في:
يركز العلاج الوظيفي لمرضى التوحد على تحسين المهارات في الأنشطة اليومية مثل التغذية والرعاية الذاتية وأنشطة اللعب والتعليم.
كما ويركز العلاج الوظيفي أيضًا على المعالجة والتكامل الحسي، والتنظيم العاطفي، والمهارات الحركية.
في الحقيقة لا يوجد علاج دوائي محدد لطيف التوحد، ولكن هناك أدوية معينة قد يصفها الطبيب في بعض الحالات بهدف السيطرة على الأعراض التي ترافق التوحد.
فعلى سبيل المثال:
غالبًا ما يكون اضطراب طيف التوحد حالة مزمنة أي تستمر مدى الحياة ولا يوجد علاج لها، وبالرغم من ذلك، قد يشعر الطفل بتحسن مع تقدمه في العمر.
في الواقع لا يُمكن الوقاية من هذا الاضطراب، ولكن يمكن تقليل خطر إنجاب طفل مصاب بهذه الحالة عن طريق اتخاذ خطوات معينة، بما في ذلك:
اقرأ أيضًا: هل هوس التسوق مرض نفسي؟
المراجع: