الصفحة الرئيسية » المدونات » كيف أتخلص من التفكير الزائد؟
يُعد التفكير الزائد واحدًا من المشكلات التي يعاني منها الكثير من الأشخاص والذي قد يكون عائقًا أمام ممارستهم لحياتهم بشكل طبيعي وصحي.
وفي بعض الأحيان لا بُدّ من مراجعة الطبيب للحصول على المشورة الطبية التي تساعد الشخص على التغلب على مشكلة التفكير الزائد.
وفي هذا المقال يقدم لنا الطبيب د. محمد أبو حليمة إخصائي الطب النفسي وعلاج الإدمان طرق فعّالة للتغلب على مشكلة التفكير الزائد.
يعد التفكير من النشاطات الطبيعية والجيدة التي تساعد على حل الكثير من الأمور واتخاذ القرارات الصحيحة.
ولكن عند الإفراط في التفكير في جميع الأمور والمواقف اليومية التي تحدث للشخص فإن هذا غالبًا ما يسبب القلق المستمر والتفكير الزائد.
والمقصود هنا بالتفكير الزائد هو التفكير في موضوع أو موقف معين بشكل مفرط وتحليله لفترات طويلة من الزمن وبالتالي قد يجد الشخص صعوبة في جعل العقل يركز على أي شيء آخر.
للأسف غالبًا ما تؤدي هذه الحالة إذا استمرت لمشكلات أكثر جدية قد تشمل الصحة العقلية والنفسية.
إذًا في هذه الحالة نأتي لسؤال كيف تتخلص من التفكير الزائد؟ ستجد الإجابة في النصائح الآتية التي سنقدمها لك:
تساعد بعض الهوايات والأنشطة على الحد من التفكير الزائد حيث أنها تؤثر بشكل كبير على هذه العادة غير الصحية.
لذلك ننصح بالبحث عن أنشطة يستمتع بها الشخص، مثل:
من المفيد التعرف على الأفكار السلبية غير المستقرة والتي تؤدي للتفكير الزائد وعادةً ما تتضمن الخوف أو الغضب.
ويمكن تحديدها من خلال الاحتفاظ بدفتر لتسجيل الأفكار التي تراود الشخص مع الحرص على كتابة الموقف أو الموضوع الذي تسبب في هذه الأفكار السلبية والعمل بنشاط على تغييرها وإخراجها من الدماغ.
كما أنه ينصح بالأخذ بعين الاعتبار أن الأفكار ليست حقائق أي أنه ليست كل فكرة تطرأ على الشخص تعني بالضرورة أنها صادقة أو دقيقة أو حتى واقعية، لذلك من المهم تعلم كيفية التفكير بشكل إيجابي للتخفيف من التفكير الزائد.
يعد التأمل من الخطوات التي تساعد على إعادة توجيه الأفكار بشكل أكثر إيجابية، حيث أنه أوجدت بعض الدراسات والأبحاث أن التأمل لمدة 10 دقائق يمكن أن يكون وسيلة فعالة لإيقاف الأفكار السلبية والقلق.
ويمكن من خلال التأمل التركيز على:
عندما يكون الدماغ في حالة راحة فإن المناطق التي تتأثر هي المناطق التي تعمل على حل المشكلات ومسؤولة عن التفكير الذاتي.
لذلك عندما يترك الدماغ في هذه الحالة فإنه غالبًا ما يؤدي للتفكير الزائد، والحل أنه يجب تدريب الدماغ على القيام بخلاف ذلك خاصة إذا كان الشخص يفكر كثيرًا في أوقات معينة، مثل: وقت النوم بالتالي يمكن إعادة برمجة هذه العادة مع أنشطة أخرى لتصفية الذهن.
من المدهش أن المشي في الهواء النقي يفيد العقل كثيرًا، حيث أنه تشير الدراسات إلى أن المشي لمدة 90 دقيقة في بيئة مليئة بالطبيعة يقلل من فرصة الإصابة بالتفكير الزائد لأن الشخص يستطيع تهدئة أفكاره السلبية.
يساعد العلاج بالكلام أو ما يسمى أيضًا بالعلاج المعرفي السلوكي على تعلم كيفية التعرف على الأفكار السلبية وتحديدها ثم إيجاد طرق وحلول للتعامل مع هذه الأفكار بطرق صحية.
إذا لم تساعد الخطوات السابقة في حل مشكلة التفكير الزائد بالإضافة إلى ظهور أعراض جسدية، مثل: التهيج والتعب وصعوبات الذاكرة.
فمن الأفضل الحصول على مساعدة من قبل الطبيب، حيث أن الطبيب يستطيع أن يساعد الشخص بالتوقف عن الهوس والتفكير في الأشياء غير المفيدة.
وليس هذا فحسب بل يساعد على تحديد استراتيجيات التأقلم التي تناسب كل شخص، مثل: اليقظة أو التمارين البدنية.
في المرة التالية التي تجد نفسك تفكر كثيرًا وتتخيل الأحداث والنتائج الأسوأ نوصيك بالنصائح الآتية، وتتضمن:
يجب أن تعرف أنه من بين آلاف القرارات التي يتم اتخاذها كل يوم، فإن بعض الأمور لا تستحق ببساطة استنزاف قوة العقل عليها.
بل الأصل تحديد القرارات التي تتطلب تحليلًا دقيقًا ومعرفة الأولويات حيث أن هذه الخطوة تساعد على تحديد الوقت المناسب للتفكير بدقة في الموضوع ومتى لا يتطلب القرار الإفراط في التفكير.
كلما سمح الشخص لنفسه بالتفكير في قرار ما زادت احتمالية المبالغة في تحليله، لذلك عندما يحين وقت لحل مشكلة ما فمن الأفضل تحديد موعد نهائي لاتخاذ القرار مع الحرص على أخذ فترات راحة.
اتخاذ إجراء بشأن الأشياء التي يمكن التحكم فيها والتخلص من الأشياء التي لا يمكن التحكم فيها
من المحتمل أن يقع بعض الأشخاص في دوامة التفكير بأمور قد حدثت بالفعل ولا يمكن تغييرها أو أمور قد لا تحدث أبدًا، لذلك أحد الطرق للتخلص من هذه المشكلة هو أنه النظر إلى المشكلات على أنها أحد جوانب الحياة التي من الصعب تغييرها أو التحكم فيها.
في الوقت الحالي وفي ظل الظروف الراهنة قد يكون من الصعب ملاحظة الإفراط في التفكير، لذلك تجد البعض يبحث عن علامات تدل على أنه بالفعل يفكر كثيرًا، وقد تشمل:
من المهم أن نوضح لك نقطة مهمة أن التفكير الزائد ليس مرض عقلي ولكن الإفراط في التفكير قد يزيد من نسبة تطور بعض الحالات الصحة العقلية، مثل:
التفكير الزائد هو أكثر من مجرد مصدر إزعاج بل قد يؤثر سلبًا على الصحة العامة وجوانب أخرى من الحياة، مثل:
يعتقد البعض أن التفكير الزائد وإعادة صياغة المواقف أو المشكلات يساعد على التغلب عليها.
وفي الحقيقة أن هذه الفكرة تعمل بخلاف ذلك حيث أنه غالبًا ما يؤثر التفكير الزائد على قدرة الفرد على حل المشكلات أو اتخاذ قرارات.
من الطبيعي أن التفكير الزائد يزيد من فرصة الإصابة بمشكلات في النوم، لأن الجسم لا يسمح للشخص بالنوم عندما يكون العقل منشغل بالتفكير كثيرًا.
لذلك تجد الأشخاص المصابين بالتفكير الزائد يعانون من ضعف بجودة النوم ويحصلون على ساعات نوم أقل.
من المتوقع بالطبع حدوث مشكلات وخسائر في العلاقات وذلك بسبب الإفراط في التفكير وافتراض الأسوأ والتفكير باستنتاجات غير صحيحة بشأن أشخاص آخرين.
يصاب بعض الأشخاص بمخاطر عاطفية ونفسية خطيرة بسبب الإفراط في التفكير مما يؤدي للقيام ببعض الأمور غير الصحيحة للتخلص من هذه الأفكار، مثل: اتباع نظام غذائي غير صحي، الإفراط في استهلاك الكحول.
اقرأ أيضًا: كيف تحافظ على الصحة النفسية والعقلية؟
المصادر: