الصفحة الرئيسية » المدونات » اضطراب حب التملك هل تعاني منه؟
اضطراب حب التملك يعني أن تظهر لدى الشخص رغبة كبيرة في حماية وامتلاك شخص آخر، إلى جانب الرغبة الغير طبيعية في التحكم به.
غالبًا ما تظهر هذه الحالة بسبب عدم القدرة على قبول الرفض، وقد تؤدي إلى إنشاء علاقة غير صحية.
يوضح لنا الدكتور محمد عوني أبو حليمة اختصاصي الطب النفسي ومعالجة الإدمان أكثر عن حب التملك واعراضه واسبابه في هذا المقال.
حب التملك والسيطرة ينطوي على عدد من العلامات والسمات المميزة والتي قد تختلف من شخص لآخر، ويمكن أن تتضمن:
من الطبيعي أن يكون هناك تواصل واطمئنان في العلاقات العاطفية، ولكن في حالات حب التملك، يكون الشخص المُصاب مُصرًا على معرفة كل ما يفعله الشخص الآخر في كل دقيقة.
ويُصر على معرفة أي تغييرات تحدث خلال يومه أو روتينه بشكل تجعل الطرف الآخر يشعر بالانزعاج.
فمن يُعاني من حب التملك سيبذل جهده حتى يتمكن من التحكم بالطرف الآخر، أو السيطرة على وقته بشكلٍ كامل لدرجة قد تؤثر على علاقاته الأخرى مع الأصدقاء والعائلة.
التطفل أيضًا تعتبر صفة أخرى قد تعرف عن الشخص الذي لديه اضطراب حب التملك، بحيثُ يعمل على فحص هاتف الطرف الآخر وينتهك خصوصيته.
أو يقوم بالتحقق من المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، وقد يدفعه ذلك لإلقاء اللوم على الطرف الآخر على تصرفاته هذه بحجة أنه لا يخبره بما يكفي.
إذ تبدأ مشاعر الغيرة تتولد لدى من يُعاني من اضطراب حب التملك من العلاقات الأخرى التي قد تربط الشخص الذي يحبه بأشخاص آخرين.
هناك بعض الأعراض الأخرى التي قد تُشير لحب التملك ومنها:
إن اسباب اضطراب حب التملك قد تكون عديدة وتتضمن ما يلي:
تتضمن بعض أهم المشاكل النفسية التي قد تكون سببًا في المُعاناة من اضطراب حب التملك ما يلي:
من المعروف أن اضطراب الشخصية الحدية يؤثر غالبًا على طريقة التفكير والشعور تجاه الذات وتجاه الآخرين، وهذا يُمكن أن يسبب مشاكل في الحياة اليومية أو على النظرة تجاه النفس.
كما قد يؤدي إلى صعوبات في السيطرة على العواطف أو التصرفات، وهذا يجعل المُصاب يدخل في علاقات غير مستقرة، ويعاني من الخوف من الهجران أو الوحدة.
النرجسية تجعل الشخص يحب نفسه بطريقة أنانية ومفرطة، كما يكون له رغبة كبيرة بالحصول على كل الاهتمام أو الحب من الطرف الآخر.
يُعاني المُصاب من ثنائي القطب من تقلبات مزاجية حادة، مما يجعله يتعلق بشدة بالطرف الآخر ويحبه بشكلٍ مفرط.
أو على العكس أي يرغب في إيذائه، وهذا بحد ذاته يولّد لدى الشخص اضطراب حب التملك.
اضطراب الوسواس القهري
قد يتطور لدى المُصاب باضطراب الوسواس القهري حالة يُطلق عليها وسواس العلاقات القهري؛ ويتضمن هذا أن يصبح الشخص مهووسًا في علاقاته العاطفية، ويظهر ذلك على أفكاره وسلوكياته.
يتميز الشخص الذي يمتلك شخصية هيستيرية برغبته بأن يكون دائمًا محط الأنظار ويطلب الاهتمام بشكلٍ متكرر، كما يُصبح لديه رغبة مستمرة بأن يكون محاطًا بالناس.
وهذا قد يجعله مهوسًا تجاه شخص ما، ويصاب بـ اضطراب حب التملك.
قد تتطور أنماط التعلق الغير صحية في مرحلة الطفولة، وهذا يجعل الشخص في خوف دائم من فقدان الأشخاص من حياته.
مما يجعله يتصرف بطريقة مهووسة، ويجعله يميل للتحكم في العلاقات.
يُمكن أن تؤثر تجارب الطفولة مثل الإهمال على القدرة على تكوين روابط صحية في مرحلة البلوغ. وذلك لأن الإهمال قد يخلق حالة من القلق مما يجعل الشخص يميل للتملك في علاقاته العاطفية.
ومن ناحية أخرى فإن التعرض للإساءة سواء الجسدية أو العاطفية في الماضي قد تؤدي أيضًا لشعور الشخص بالفراغ على المدى الطويل.
وبالتالي قد ينتج حب التملك والسيطرة للتغلب على الفراغ الذي ينشأ داخل الشخص بسبب الإساءة.
فتدني احترام الذات، والشعور في انعدام القيمة، هي أسباب قد تزيد من رغبة الشخص في التخلص من كل الحدود في العلاقة العاطفية حتى يشعر بالحب.
يركز الأطباء خلال علاج اضطراب حب التملك على علاج أي حالات موجودة مسبقًا تسبب هذه الأعراض للمساعدة في السيطرة عليها.
في الحالات التي لا يمكن فيها ربط مشكلة حب التملك والسيطرة بأي حالة نفسية أخرى، سيقوم الطبيب النفسي بتصميم خطة علاجية قد تتضمن تناول الأدوية، أو أحد أشكال العلاج النفسي، أو مزيجًا من الاثنين معًا.
وفيما يلي نوضح ذلك بشيء من التفصيل:
يُمكن أن تُساعد الأدوية غالباً على إعادة التوازن للمواد الكيميائية في الدماغ، وتخفيف الأعراض التي قد تنجم عن مشاكل نفسية أخرى مثل:
في بعض الحالات غير المسيطر عليها من اضطراب حب التملك يُمكن اللجوء للعلاج النفسي عند الشعور بالحاجة له، حيثُ سيقدم الطبيب النفسي العديد من العلاجات التي أثبتت فعاليتها في تخفيف الأعراض ومنها:
ملخص المقال: يوضح د. محمد ابو حليمة أن اضطراب حب التملك قد يدفع الشخص للسعي المفرط والمبالغ فيه للتملّك أو السيطرة. وهناك العديد من العوامل التي قد تسبب هذه الحالة منها بعض المشاكل النفسية وتدني احترام الذات وغيره.
ويُمكن العلاج من خلال اللجوء للطبيب النفسي والذي قد يوصي بالعلاج الدوائي أو النفسي أو كلاهما معًا.
اقرأ أيضًا: جنون الارتياب
المراجع: