الصفحة الرئيسية » المدونات » مرض ثنائي القطب
مرض ثنائي القطب هو أحد الاضطرابات النفسية التي تؤدي إلى حدوث تغيرات شديدة ومُفرطة في مزاج الشخص وطاقته ومستويات نشاطه وتركيزه.
حيث يعاني المريض من فترات من الارتفاع المفرط في المزاج والطاقة المعروفة باسم الهوس، تليها فترات من الاكتئاب الشديد، قد تؤثر هذه التغيرات على تنفيذ المهام اليومية.
وفي هذا المقال سيحدثنا الدكتور محمد أبو حليمة أخصائي الطب النفسي والإدمان عن مرض ثنائي القطب بالتفصيل.
هناك ثلاثة أنواع من اضطراب ثنائي القطب، تتضمن جميعها تغيرات واضحة في المزاج ومستويات الطاقة والنشاط، وتشمل ما يلي:
يتميز اضطراب ثنائي القطب من النوع الأول بنوبات الهوس الخفيفة التي تستمر لمدة 7 أيام على الأقل (قد تؤثر على الشخص خلال معظم اليوم) أو أعراض الهوس الشديدة التي تتطلب من الشخص رعاية طبية فورية.
قد تحدث أيضًا نوبات اكتئاب، وتستمر عادةً لمدة أسبوعين على الأقل، من الممكن أيضًا حدوث نوبات اكتئاب ذات سمات مختلطة ويعني وجود أعراض الاكتئاب وأعراض الهوس في نفس الوقت.
تتفاوت حالات المزاج في هذا النوع من مزاج معتدل إلى مرتفع ثم إلى منخفض، ولكن عادًة ما يكون المزاج المرتفع أقل حدة وتسمى حالات الهوس الخفيف، بينما قد تكون نوبات الاكتئاب شديدة مثل تلك الموجودة في اضطراب ثنائي القطب الأول.
اضطراب دَورويَّة المَزاج (Cyclothymic disorder)، هو حالة تتميز بحدوث تغيرات مزاجية مزمنة (سواء كان ارتفاع أو انخفاض في المزاج) ولكن لا تكون طويلة أو حادة أو متكررة مثل تلك التي يعاني منها الاضطراب ثنائي القطب الأول أو الثاني.
لا يعرف العلماء حتى الآن السبب الدقيق لاضطراب ثنائي القطب، ولكنهم يعتقدون أن العامل الوراثي قد يلعب دورًا مهمًّا في زيادة احتمالية الإصابة.
إذ أنّه بحسب الإحصائيات فإنّ أكثر من ثلثين الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ثنائي القطب لديهم واحد على الأقل من الأقارب من الدرجة الأولى يُعاني من نفس الحالة، ولكن ذلك لا يعني بأنّ جميع من لديهم أقارب مُصابون سيُعانون منه أيضًا.
تشمل العوامل الأخرى التي يُعتقد أنها تساهم في تطوير اضطراب ثنائي القطب ما يلي:
اكتشف الباحثون وجود اختلافات طفيفة في متوسط حجم أو تنشيط بعض هياكل الدماغ لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ثنائي القطب، ومع ذلك، لا يمكن لفحص الدماغ تشخيص الحالة.
أهمّها التعرّض للصدمات والضغوط، إذ يمكن أن تؤدي بعض الأحداث المؤلمة مثل وفاة أحد الأحباء، أو مرض خطير، أو الطلاق، أو مشاكل مالية إلى إثارة حالة من التغيرات المزاجية التي ترتبط باضطراب ثنائي القطب.
كما ذُكر سابقً فإن المُصاب يمر بفترات متقلبة من المزاج لذلك يُمكن تقسيم الأعراض كما يلي:
قد تشمل الأعراض:
أثناء فترة الاكتئاب، قد تشمل الأعراض:
لتشخيص مرض ثنائي القطب يقوم الطبيب بإجراء فحص بدني والتحقق من التاريخ العائلي للمريض نظرًا لأن معظم الحالات ناجمة عن العامل الوراثي.
كما قد يُقيم الأعراض بناءًا على استخدام معايير محددة من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية التابع للجمعية الأمريكية للطب النفسي أو DSM-5.
إلى جانب ما سبق قد يطلب الطبيب فحوصات أخرى لاستبعاد الأسباب الأخرى التي تسبب أعراض مشابهة، ومن هذه الفحوصات:
يهدف علاج مرض ثنائي القطب إلى تقليل شدة وعدد نوبات التغيرات المزاجية ومساعدة الشخص على السيطرة على أعراضه.
وتشمل الخيارات العلاجية الرئيسية العلاج النفسي والعلاج دوائي كما يلي:
يوجد العديد من العلاجات النفسية ومنها:
يهدف إلى توضيح كيفية تأثير المشاعر والأفكار والسلوكيات على بعضها البعض وتعليم الشخص كيف يُمكنه تغيير هذه الأنماط.
يركز على علاقات المريض مع الآخرين، وكيف تؤثر هذه العلاقات على أفكاره ومشاعره وسلوكياته، والعكس.
يهدف إلى التعرف على المشاكل العاطفية بين الشركاء ومحاولة حلها.
يتضمن تدخلًا سريعًا يساعد على تحديد المؤثرات، واكتشاف علامات التحذيرية وتطوير استراتيجيات التكيف.
يتضمن تعليم الأسرة كيفية تحديد السلوكيات، وتحديد المخاطر، وبناء مهارات التواصل وحل المشكلات.
يمكن لبعض الأدوية أن تساعد في السيطرة على أعراض الاضطراب ثنائي القطب، حيثُ قد يحتاج الشخص إلى تجربة العديد من الأدوية المختلفة، مع توجيهات من الطبيب حتى يحدد ما هو الأنسب.
تشمل الأدوية التي يصفها الطبيب عادًة لعلاج الاضطراب ثنائي القطب ما يلي:
لا تتردد في حجز موعدك مع عيادة الدكتور محمد أبو حليمة
المصادر: