الصفحة الرئيسية » المدونات » كيف تساعد شخص يعاني من أزمة نفسية؟
إن رؤية شخص عزيزٌ عليك يواجه أزمة نفسية يمكن أن تكون تجربة مؤلمة، حيث تتداخل مشاعر القلق والحزن مع رغبتك العميقة في مساعدته. قد تشعر أحيانًا بالعجز، خاصة عندما تجد نفسك غير متأكد من كيفية تقديم الدعم المناسب. من المهم أن نتذكر أن التواجد بجانب الشخص الذي يعاني من هذه المشاكل، وتقديم الدعم العاطفي، يمكن أن يكون له تأثير كبير.
سيتناول الدكتور الدكتور محمد عوني أبو حليمة اختصاصي الطب النفسي ومعالجة الإدمان
في هذا السياق طرق فعّالة لمساعدة من يمر بـ أزمة نفسية، وكيف يمكن لتفهمك ودعمك أن يخفف من معاناته.
نقدم لك العديد من النصائح التي قد تكون فعالة في مساعدة شخص يمر بـ أزمة نفسية ومنها:
تعتبر أول خطوة يمكن أن تحدث فرقًا في حياة أي شخص يواجه صعوبة نفسية هي وجودك بجانبه. لا يتطلب الأمر بالضرورة أن تكون موجودًا جسديًا، رغم أن ذلك يُعتبر مثاليًا. الأهم هو أن تُظهر لصديقك أنك تراه وتُقدّر مشاعره، وأنك تهتم بأمره.
يحتاج الأِخاص عمومًا إلى الشعور بأنهم مرئيون، وأن مشاكلهم ليست عواصف يواجهونها بمفردهم، بل إن هناك من يعترف بتحدياتهم ومستعد لتقديم الدعم بالكلمات والأفعال.
كن واعيًا لاحتياجاته ورغباته. إذا لم يكن مستعدًا للحديث عن مشاعره، لا تضغط عليه، بل أعطه الوقت الكافي للتحدث بحرية وبكامل رغبته.
إذا لاحظت أن صديقك أو شخصًا قريبًا منك بدأ يتجنب الأنشطة التي كان يشارك فيها، وتوقف عن التواصل مع الآخرين، فقد يكون ذلك علامة على وجود مشكلة حقيقية تحتاج إلى الانتباه. من المهم أن تُشعره بأنه ليس بمفرده، سواء من خلال إرسال رسائل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أو الاتصال به هاتفيًا، أو زيارته لإتاحة الفرصة للتحدث وجهًا لوجه.
أظهر له قلقك واهتمامك، ولا تتردد في محاولة التواصل حتى لو رفض في البداية؛ فهذا يدل على مدى اهتمامك، وقد يكون له تأثير إيجابي في النهاية.
تجنب التقليل من أهمية ما يمر به الشخص الآخر، وقدّر مشاعره حتى لو لم تعتبرها مشكلة حقيقية. فالشعور بالضيق يختلف من شخص لآخر، ولا ينبغي قياسه أو مقارنته بمشكلات الآخرين.
كما يُستحسن الابتعاد عن الإكثار من الحديث وتقديم النصائح أو طرح أسئلة قد تُفسر بشكل خاطئ، بالإضافة إلى تجنب ذكر تجاربك الشخصية أثناء النقاش.
فحتى لو كانت نيتك حسنة، قد تُعتبر تلك النصائح انتقادًا، مما قد يعيق الحوار البناء. لذلك، حافظ على نبرة صوت متعاطفة، وادعم الحلول التي يراها مناسبة له، إلا إذا كانت تشكل خطرًا، وقدم رأيك بلطف وإيجابية عند طلبه.
اقرأ أيضًا: العلاج النفسي العائلي.
حاول رؤية الأمور من وجهة نظر الشخص الآخر بدلاً من الاعتماد على منظارك الشخصي أو أسلوبك المعتاد.
مارس مهارة الابتعاد عن إصدار الأحكام أثناء الحديث، وابدأ بتعلم الرأفة مع نفسك عند ارتكاب الأخطاء، مع فهم أن الآخرين أيضًا يواجهون أوقاتًا صعبة مثلنا.
إن إصدار الأحكام قد يكون جزءًا من أنماط تفكير يصعب تبريرها، ولكنه غالبًا ما يؤدي إلى خلق فجوات بين الأفراد وقطع التواصل بينهم.
تجنب إخبار الشخص بأنه على خطأ، أو استخدام عبارات مثل: “لا ينبغي عليك الشعور بالسوء بهذا الشكل” أو “تُبالغ في رد فعلك” أو “الأمر ليس بهذا السوء كما تظن”. فمن المهم أن ندرك أنه لا يوجد خطأ في حديث الشخص المهموم عن مشاعره وتجربته.
فالأفضل هو أن تسعى لفهم المشكلة التي يواجهها صديقك أو الشخص الذي تحاول مساعدته. سواء كان يعاني من الاكتئاب، أو القلق، أو التوتر، أو الانفصال، أو مشكلات مثل الإدمان على الكحول، أو حتى إعاقات جسدية، من المهم زيادة معرفتك حول هذه القضايا. اطلع على خيارات العلاج المتاحة وفهم ما يمر به الشخص بشكل دقيق، بالإضافة إلى البحث عن سبل الدعم التي يمكن أن تساعده.
من المهم أن ندرك أن العديد من الحالات النفسية لن تتحسن حتى مع وجود أفضل الأصدقاء. ففي حال حدوث الآتي ينبغي استشارة الطبيب المختص:
إن وجود شخص داعم يمكن أن يكون له تأثير كبير. يمكنك مساعدة صديقك في العثور على معالج أو طبيب موثوق، وفتح حوار حول تحديد موعد للزيارة، وعرض الذهاب معه إذا أراد ذلك. كما يمكنك مساعدته في البحث عن مجموعات دعم أو خدمات متاحة في مجتمعك تعزز من فرص التعافي والعلاج.
المراجع: