يُعتبر الشعور بالذنب من المشاعر التي يمكن أن تؤثر على سلوك الأفراد وعلاقاتهم بالآخرين. ينشأ هذا الشعور غالبًا عندما يعتقد الشخص أنه قد أخطأ أو فشل في تلبية توقعاته أو توقعات الآخرين. يمكن أن يكون الذنب شعورًا محوريًا في تعزيز القيم الأخلاقية والسلوكيات الاجتماعية، إلا أنه قد يتحول إلى عبء نفسي ثقيل إذا لم يُعالج بشكل صحيح. يؤثر الشعور بالذنب على الصحة النفسية، وقد يؤدي إلى مشاعر القلق والاكتئاب إذا استمر لفترة طويلة.
في هذه المقالة، يوضح الدكتور محمد عوني أبو حليمة اختصاصي الطب النفسي ومعالجة الإدمان طرق التخلص من الشعور بالذنب.
كيف أتخلص من الشعور بالذنب؟
إن الشعور بالذنب هو شعور شائع يشعر به أغلب الأشخاص في مرحلة ما من حياتهم. ورغم أننا قد نربط الشعور بالذنب بالشعور بالسوء، إلا أنه قد يكون شعورًا صحيًا يساعدنا على التعلم من أخطائنا وتصحيح أخطائنا. ومع ذلك، عندما يصبح الشعور بالذنب مفرطًا أو غير مبرر، فقد يؤدي ذلك إلى الشعور بالخزي والقلق وحتى الاكتئاب.
فيما يلي نوضح أهم الطرق للتخلص من الشعور بالذنب:
التعاطف والتسامح مع الذات
يرتكب الجميع أخطاء، لذا من المهم أن تكون لطيفًا مع نفسك وأن تغفر لنفسك عند حدوث أي خطأ. عندما تشعر بالذنب، قد تجد نفسك تقع في فخ الحديث السلبي مع الذات، مما يعزز مشاعر الخجل وعدم الكفاءة. بدلًا من ذلك، تحدَّ هذه الأفكار السلبية واستبدلها بتوجه أكثر تعاطفًا وواقعية نحو نفسك.
يُعتبر التسامح مع الذات على الأخطاء أو العيوب خطوة أساسية في السيطرة على الشعور بالذنب. هذا لا يعني التغاضي عن الأفعال أو نسيانها، بل يتطلب التخلي عن مشاعر الذنب والنقد الذاتي التي تثقل كاهلك. بما أنك لا تستطيع تغيير ما حدث، فمن الأفضل أن تركز على الحاضر وتبدأ في المضي قدمًا نحو المستقبل.
تعلم من أخطائك
جميعنا نخطئ، ولكن عندما نرتكب خطأ، فإن أفضل ما يمكننا فعله هو التعلم منه بالتعاطف مع الذات والمضي قدمًا. إن ارتكاب الأخطاء لا يجعلك شخصًا سيئًا، ولا يعد سببًا لمعاقبة نفسك. تقبل أنك سترتكب أخطاء وانظر إليها كفرص للنمو.
حدد أسباب شعورك بالذنب
يمكن أن يشعر الأشخاص بالذنب لأسباب عديدة. يمكن أن يساعدنا الشعور بالذنب في التعلم من أخطائنا وتغيير السلوكيات السلبية، ولكنه قد يكون غير عقلاني أيضًا. يعد معرفة سبب شعورك بهذه المشاعر في المقام الأول جزءًا مهمًا من التغلب على الشعور بالذنب.
لا تكتم مشاعرك، حتى لو شعرت بالخجل من سلوكك. يصبح العيش مع الشعور بالذنب أسهل عندما تعترف بالأشياء التي تشعر بها وتناقشها. فكر في التحدث عن مشاعرك مع شخص تثق به.
رد الجميل للآخرين
يمكن أن يكون التطوع وسيلة فعّالة للتخلص من مشاعر الذنب. فمساعدة الآخرين لا تعزز مزاجك فحسب، بل تمنحك أيضًا شعورًا بالهدف والإنجاز. إنها طريقة رائعة لتحويل المشاعر السلبية إلى مشاعر إيجابية.
أصلح أخطائك عندما يكون ذلك ممكنًا
إذا تسببت في إيذاء شخص ما، فإن تحمل المسؤولية وإصلاح الأخطاء قد يساعد في تخفيف شعورك بالذنب. قد يتضمن هذا الاعتذار، أو إصلاح مشكلة، أو ببساطة بذل جهد لتحسين علاقتك بالشخص الذي أذيته.
ركز على الأشياء التي يمكنك التحكم فيها
بعد تحديد مصدر شعورك بالذنب، فكر فيما إذا كان هناك أي شيء يمكنك القيام به لتحسين الموقف. في حين أن اتخاذ الإجراءات يمكن أن يكون وسيلة فعالة للتعامل مع هذه المشاعر، فقد يكون من المفيد الاعتراف بأن بعض المواقف خارجة عن سيطرتك ببساطة. بدلاً من التفكير في الأشياء التي لا يمكنك تغييرها، حاول إعادة توجيه طاقتك إلى الأشياء التي يمكنك التحكم فيها.
اطلب المساعدة من أخصائي نفسي إذا لزم الأمر
إذا كنت تواجه صعوبة في السيطرة على الشعور بالذنب بمفردك، فاطلب المساعدة من أخصائي نفسي.
إذ يمكن للمعالج أن يقدم لك التوجيه والدعم والاستراتيجيات الفعّالة لمعالجة هذه المشكلةوتحسين صحتك العامة.