التفكير بالانتحار هو مشاعر حساسة ومعقدة تعكس الشعور باليأس والألم العميق. يمكن أن يكون التفكير بالانتحار نتيجة لتراكم ضغوط الحياة، مثل المشاكل العاطفية أو الاقتصادية أو الصحية. يعاني الكثير من الأشخاص من الأفكار الانتحارية في أوقات صعبة، وقد يشعرون بالعزلة وعدم الفهم. من الضروري أن ندرك أن هذه الأفكار ليست نهاية الطريق، وأن هناك دائمًا أمل في التغيير. إن فتح الحوار حول هذا الموضوع يمكن أن يساعد في تقليل الوصمة المحيطة به، ويعزز من أهمية الدعم النفسي والعلاج.
الدكتور محمد عوني أبو حليمة اختصاصي الطب النفسي ومعالجة الإدمان يبين لنا أهم طرق التخلص من الأفكار الانتحارية.
كيف أتخلص من الأفكار الانتحارية
أولاً، ينبغي أن تدرك أن أي شخص يمكن أن تراوده أفكارًا انتحارية، وهذا لا يعكس ضعفًا أو عيبًا أو فشلًا في الشخصية. لذلك لا ينبغي أن تشعر بالذنب أو الخجل بسبب هذه المشاعر، بغض النظر عن ظروفك.
إذا كنت تفكر في الانتحار، فإن هناك خطوات يمكن أن تساعدك في الحفاظ على سلامتك أثناء السعي للحصول على الدعم اللازم:
تواصل مع أشخاص موثوقين
الأصدقاء أو أفراد الأسرة الموثوق بهم يمكنهم تقديم الدعم العاطفي والاستماع إليك. يمكنهم أيضًا مساعدتك في الحفاظ على سلامتك.
من الضروري التفكير في بدائل للأفكار الانتحارية ومن أهمها السعي لحل المشاكل التي تدفعك لهذه الأفكار.
قم بإعداد قائمة بجميع المشاكل والحلول المحتملة، بدءًا من المشكلات الصغيرة قبل الانتقال إلى الأكبر منها. لا تتردد في طلب المساعدة من شخص تثق به.
ابحث عن مكان تشعر به بالآمان والراحة
الانتقال إلى مكان يبعث على الراحة يمكن أن يمنعك من التصرف بناءً على الأفكار الانتحارية.
يمكنك اختيار الذهاب إلى مكتبة، أو أي مكان عام، أو منزل صديق، أو حتى غرفة مختلفة في منزلك.
التفكير في دوافع الحياة
غالبًا ما يسعى من يفكر في الانتحار للهروب من معاناته، ولكنه لا يرغب في الموت بالضرورة. يمكن مقاومة هذه الأفكار من خلال التركيز على الأسباب التي تجعل الحياة تستحق العيش، مثل الأهداف والطموحات، والعائلة، والعلاقات الاجتماعية. حاول ألا تركز على المشكلات أو الجوانب السلبية.
تذكر أن هذه المشاعر مؤقتة
تتغير المشاعر مع مرور الوقت، فهي لا تبقى ثابتة. حتى عندما تبدو الحياة مليئة باليأس، يمكنك أن تشعر بتحسن مع الدعم المناسب. سيمكنك العلاج من تعلم كيفية مواجهة ضغوط الحياة واكتساب رؤية جديدة.
في بعض الأحيان، حتى مجرد أخذ قيلولة أو الذهاب إلى الفراش عندما تشعر بالإحباط بشكل خاص يمكن أن يعيد ضبط مزاجك، على الأقل بما يكفي لوقف الأفكار الانتحارية.
اعتنِ بنفسك
احرص على تناول وجبات صحية بانتظام، ولا تفوت أي وجبة. كذلك، خصص وقتًا كافيًا للراحة والاسترخاء لتخفيف التوتر ومساعدة جسمك على التعافي. ولا تنسَ أهمية ممارسة الرياضة، فهي تعزز صحتك العاطفية وتساعد في تخفيف الضغوط.
كن نشطًا
لتجاوز الأفكار الانتحارية، من الضروري استبدال العادات القديمة بأخرى جديدة تعزز الصحة النفسية. ابدأ بتطوير اهتماماتك سواء كانت شخصية أو مهنية. ابحث عن أنشطة ممتعة أو فرص تطوعية، أو أي عمل يمنحك شعورًا بالهدف.
عندما تشارك في أنشطة تجدها مُرضية، ستشعر بتحسن تجاه نفسك، مما يقلل من احتمالية عودة مشاعر اليأس.
اطلب المساعدة من طبيب نفسي
إذا كنت تعاني من أفكار انتحارية دون وجود أزمة حادة، قد تكون بحاجة إلى زيارة طبيب نفسي للحصول على العلاج المناسب، والذي يتضمن:
العلاج النفسي: يتضمن العمل مع معالج لاستكشاف أسباب شعورك بالرغبة بالانتحار وطرق التعامل مع هذه المشاعر.
العلاج الأسري: إذ أن إشراك الأهل والأحباء في العلاج يمكن أن يسهم في تحسين فهمهم لما تمر به، والتعرف على علامات التحذير.
الأدوية: يمكن أن تكون مفيدة لعلاج الاكتئاب أو أي اضطرابات كامنة قد تؤدي إلى هذه الأفكار، وقد تشمل مضادات الاكتئاب، أو الأدوية المضادة للذهان، أو أدوية مضادة للقلق.