الصفحة الرئيسية » المدونات » ما هي شخصية السيجما؟
شخصية السيجما ما هي؟ في عالمنا المعاصر تبرز الشخصيات كعلامات مميزة تحمل قصص الأشخاص الفريدة، أو قد تعكس الشخصيات تشعبات الثقافات والتجارب، مما يمنح كل فرد هويته الخاصة.
ومن بين هذا التنوع الشاسع، تبرز شخصية السيجما بشكل لافت، تحمل في طياتها طابعًا استثنائيًا وقوة تميزها عن غيرها.
ولعلك تساءلت: ما هي شخصية السيجما؟ هذا ما سيُحدثنا عنه الدكتور محمد أبو حليمة أخصائي الطب النفسي والإدمان في مقالنا هذا.
يُستخدم مصطلح شخصية سيجما لوصف مجموعة من سمات الشخص الواثق بنفسه والطموح والقوي.
إلى جانب أنه مستقل للغاية ويستمتع بقضاء الوقت بمفرده باختصار، وهي شخصية فريدة من نوعها وتحظى بلفت انتباه الآخرين لها.
نذكر من أبرز صفات شخصية السيجما ما يلي:
إذ تُظهر السيجما مزيجًا فريدًا من الثقة والاستقلال، فهم قادرين على تولي زمام قيادة الأحاديث بكل سهولة.
ومع ذلك، يشعرون بالراحة نفسها عندما يكونون وحدهم، فهم يُقدرون الاعتماد على الذات، حيث يعتبرون أنفسهم أفضل رفيق لهم، ويجدون السرور في قضاء أوقاتهم وحدهم.
يُقصد بالاستقلال العاطفي بالنسبة للأشخاص الذين يتمتعون بشخصية السيجما أنهم يجدون السعادة والكمال من داخلهم.
دون الاعتماد على مصادر خارجية أو السعي لتأكيد ذلك من الآخرين، فهم يتحملون كامل مسؤولية مشاعرهم.
والتي تعني أن يكون الشخص صادقًا مع نفسه ومع الآخرين، فتجد من هم بشخيصة السيجما يتقبلون هويتهم براحة، ويتجنبون التظاهر ويظهرون صدقًا في تفاعلاتهم مع الأحداث والأشخاص من حولهم.
على الرغم من سلوكهم المحجوب، يمتلك السيجما ثقة بالنفس قوية، وقد لا تكون ثقتهم ظاهرة بشكلٍ واضح كما هو الحال في الشخصيات الأخرى (شخصية الألفا على سبيل المثال).
ولكنها تنبع من قوة هادئة غالبًا ما تمر دون أن يلاحظها الآخرون، فهم لا يتباهون أو يتفاخرون، ولا يشعرون بالحاجة لذلك، ولكنهم يظهرون اطمئنانًا وسكونًا داخلياً.
يعود النجاح لدى شخصيات السيجما بفضل مزيج من الصفات؛ مثل الاعتماد على الذات والاستقلال والثقة والعزم.
فتجد عقليتهم تتسم بفهم أهدافهم بوضوح، وسعيهم النشط نحو تحقيقها، وهذا ما يجعلهم في موقع مميز يمكنهم من تحقيق الإنجازات.
تقدر شخصية السيجما الهدوء وتقدسه، فهم يشعرون بالراحة في أعماقهم، ولا يبحثون بشكل مستمر عن الانتباه.
ولذلك يكونون أكثر هدوءًا مقارنة بأنواع الشخصيات الأخرى.
تثق شخصية السيجما بقيمتها الذاتية، فهم لا يشعرون بأي حاجة إلى السعي للحصول على موافقة الآخرين ورضاهم ولفت انتباههم من خلال الترويج الذاتي المستمر.
فتجدهم يتجنبون الحاجة إلى إثبات أنفسهم أمام الآخرين وهم لا يستعرضون إنجازاتهم باستمرار، مدركين أنه من الطبيعي أن لا تحظى بتقدير الجميع، وهم يتقبلون ذلك.
تجد الأشخاص ذوي شخصية السيجما يختارون شريك حياتهم بعناية، فهم لا يُلزمون أنفسهم بأي واجب بشكلٍ سريع، فالصفات التي يمتلكونها تُحتم عليهم اختيار شركاء استثنائيين.
يتمتع الأشخاص ذوي شخصية السيجما بالذكاء العاطفي، فتجدهم يبرعون كمستمعين استثنائيين؛ بحيث يظهرون اهتمامهم الحقيقي في الآخرين ويركّزون انتباههم أثناء المحادثات.
على عكس الأشخاص الذين يعيدون توجيه كل الحديث إلى أنفسهم، فالسيجما يُدرك أهمية كلامك ويظهر ذلك من خلال تفهمهم وتعاطفهم معك ومع ما تمر به وتتحدث عنه.
في حين أن العديد من الشخصيات الأخرى تمتاز بكونها أكثر صرامة؛ فإن ما يُميز شخصية السيجما أنها غير تقليدية وقادرة على التكيف مع معظم الظروف.
بحيث يمكنهم إظهار أداء جيد في ظروف اجتماعية مختلفة وضمن فرق العمل المختلفة، وحتى خارج مناطق الراحة.
فتجد شخصيته ومبادئه نفسها ثابته أينما تواجد سواء أكان وحده أم مع آخرين، ويكون ثباتهم أمراً في غاية لفت الانتباه.
كما أشرنا سابقًا فإن شخصية السيجما هي شخصية قيادية، ولكن ما يجعلها فريدةً من نوعها هو قدرتها على تحقيق التوازن في القيادة فيكون أسلوبهم مختلفاً وبعيدًا عن ممارسة السلطة، فهم يفضلون أن يكونوا مثالاً يقتدي به من تحتهم ويلجأون للتواصل المتبادل بدلاً من فرض السيطرة أو السلطة.
فهم قادرين على رؤية الصواب والخطأ في سياقات متعددة، فتجدهم يحللون جميع جوانب القضية قبل الحكم عليها.
فطبيعتهم التي تعتمد على ذاتهم تجعلهم يُشكلون تقييماتهم الخاصة بدلاً من البحث عن موافقة أو إرشاد من الآخرين في سبيل اتخاذ القرارات الخاصة بهم وبناء مستقبلهم.
فهم دائمًا يدركون أنهم مسؤولون عن مصائرهم ولا يقيدون أنفسهم بشكل كبير بالمجتمع أو البيئة المحيطة بهم، وتجد بهم حس المسؤولية العميق؛ فهم يحملون أنفسهم مسؤولية أفعالهم وعواقبها.
نادرًا ما يسلك الرجال سيجما الطريق المعبد أو المألوف بالنسبة للجميع، فهم يكرهون القيود الاجتماعية، ويحبون كسر المألوف وفعل أمورهم الخاصة التي يرغبون بها ويفضلونها، كما أنهم يقبلون المخاطر المرتبطة بهذا القرار.
على الرغم من المزايا الحقيقية والملفتة في شخصية السيجما إلا أنّها كأي شخصية أخرى قد يكون لها عيوبها، ونذكر من أبرز هذه العيوب ما يلي:
تظهر شخصية السيجما ترددها في الالتزام بالآخرين والعلاقة تجاههم، فقد يُظهرون عدم ارتياحهم لتحمل المسؤولية العاطفية أو المالية أو أي نوع من المسؤوليات تجاه شخص آخر غير أنفسهم.
تميل هذه الشخصية إلى تجنب التواصل الاجتماعي فهم يُفضلون البقاء وحدهم، فيرون أن التواجد مع الآخرين قد لا يُضيف لهم أي شيء، وقد يصاحب ذلك الرد بإجابات قصيرة عند التواجد مع آخرين أو عدم بدء الأحاديث وهذا قد يُشير للآخرين بعدم الاهتمام، مما قد يدفعهم لتجنب هذا الشخص.
وقد يكون هذا الأمر عائق بالنسبة للشريك إذا كان يرغب بوجود علاقات اجتماعية عائلية مع رفض شخصية السيجما ذلك أو التعاطي مع الأمر بطريقة تناسب شريكه.
ويعود ذلك إلى عدم وجود شبكة علاقات اجتماعية، وعلى الرغم من أن الوحدة قد تكون مناسبة لهم إلا أن هناك مواقف وظروف يحتاجون فيها لأن لا يكونوا وحدهم.
لا تتردد في حجز موعدك مع عيادة الدكتور محمد أبو حليمة
المصادر: