الصفحة الرئيسية » المدونات » ما هو مرض حساسية الاصوات؟
متلازمة حساسية الاصوات أو الانزعاج من الأصوات أو ما يُطلق عليها طبيًّا بـ ميزوفونيا (Misophonia)، عبارة عن اضطراب يتميز بردود انفعالية سلبية تجاه سماع بعض الأصوات. حيثُ يمكن أن تتراوح ردود الأفعال من الغضب والانزعاج إلى الذعر والحاجة إلى الفرار.
يتناول في هذا المقال الدكتور محمد عوني أبو حليمة اختصاصي الطب النفسي ومعالجة الإدمان أهم أعراض وأسباب وطرق علاج حساسية الاصوات.
السمة الرئيسية للمصابون بـ حساسية الاصوات هي رد الفعل الشديد، مثل الغضب أو العدوان، تجاه الأشخاص الذين يصدرون أصواتًا معينة.
تختلف قوة رد الفعل وكيفية استجابة الفرد المصاب بهذه الحالة بشكل كبير. قد يشعر بعض الأشخاص بالانزعاج والعصبية.
عادًة ما يدرك الأشخاص الذين يعانون من الميزوفونيا أو حساسية الاصوات أن ردود أفعالهم تجاه الأصوات مفرطة، وأن ردود أفعالهم الانفعالية يمكن أن تجعلهم يعتقدون أنهم يفقدون السيطرة.
تتضمن أعراض حساسية الاصوات السلوكية ما يلي:
بالإضافة إلى الأعراض السابقة، وجدت الدراسات أن الأفراد الذين يعانون من الميزوفونيا عادة ما يعانون من ردود فعل جسدية أيضًا، بما في ذلك:
ملاحظة: وجدت إحدى الدراسات أن 52.4% من الذين يعانون من حساسية الاصوات يمكن أيضًا تشخيص إصابتهم باضطراب الشخصية الوسواس القهري (OCPD).
على الرغم من أن أي صوت يمكن أن يؤدي إلى تحفيز أعراض حساسية الاصوات. ومع ذلك، من المرجح أن تكون بعض الأصوات محفزات أكثر من الأخرى.
أنواع الصوت هي:
لم يتم إلى الآن تحديد السبب الرئيسي للإصابة بحساسية الاصوت، ولكن يعتقد بأن هناك بعض العوامل التي تلعب دورًا في زيادة احتمالية الإصابة ومنها:
تظهر الأبحاث أن الأشخاص الذين يعانون من الميزوفونيا هم أكثر عرضة لوجود اختلافات معينة في بنية الدماغ ونشاطه. أحد هذه الاختلافات هو وجود المزيد من النشاط داخل مناطق معينة من الدماغ وفيما بينها.
تتحكم مناطق الدماغ المتضررة في كيفية معالجة الأصوات وإدارة المشاعر. وتجدر الإشارة إلى أن السمع والمشاعر تعد جزءًا من نظام الحماية الذاتية المدمج في الدماغ. لهذا السبب يشعر الشخص ويتعلم كيفية ربط المشاعر مثل الغضب والاشمئزاز والخوف بمواقف التهديد.
وبالتالي فإن الضجيج الشديد المفاجئ يجعل الشخص يتفاعل بشكل غريزي لإيقاف الصوت. ويؤدي ذلك إلى ردود أفعال وأعراض عاطفية وجسدية وسلوكية.
وتتضمن ما يلي:
هناك أدلة على أن حساسية الصوت قد تكون حالة وراثية في العائلات، كما وجد بأن هناك أيضًا طفرة جينية واحدة على الأقل يعتقد الخبراء أنها تلعب دورًا في الإصابة. ومع ذلك، من الضروري إجراء المزيد من الأبحاث لتحديد ما إذا كانت هذه الاحتمالات صحيحة.
على الرغم من أنه لم يتم تصنيف اضطراب حساسية الصوت ضمن الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5). ومع ذلك، يتم التحقق من الأعراض من خلال طرح الأسئلة على الشخص. وبناءً على الإجابة، يمكن تقييم الحالة وتشخيص الحالة.
لا يوجد علاج لـ حساسية الصوت حاليًا؛ ومع ذلك، يمكن السيطرة على الأعراض من خلال استراتيجيات التكيف المختلفة، والتي تشمل:
يمكن أن يساعد العلاج السلوكي المعرفي (CBT) في تغيير أنماط التفكير الأساسية المرتبطة بـ حساسية الاصوات، والمساعدة على معالجة وإعادة صياغة الأفكار وردود الفعل غير المرغوب فيها. يمكن لهذا النوع من العلاج أن يقطع شوطًا طويلًا نحو المساعدة على التعامل مع المشاعر والأحاسيس الجسدية الناتجة عن إثارة الأصوات.
الراحة والاسترخاء والتأمل يمكن أن تقلل أيضًا من التوتر.
اقرأ أيضًا: ما هو الاكتئاب الجامودي؟
ملخص المقال:
تشير الميزوفونيا إلى انخفاض القدرة على تحمل بعض الأصوات والمحفزات المرتبطة بها مثل المضغ والتنفس بصوت عالٍ. ويُعتقد أن سببه عوامل مختلفة، بما في ذلك الاختلافات في بنية الدماغ أو تجارب الطفولة السلبية. بينما تشمل العلامات والأعراض الغضب، والتهيج، والاشمئزاز الموجه نحو الفرد الذي يصدر الأصوات، وزيادة معدل ضربات القلب، والتجنب الجسدي للمنبهات. ليس لدى الميزوفونيا حاليًا معايير تشخيصية رسمية، لذلك يتم التشخيص سريريًا. على الرغم من عدم وجود علاج حاليًا، إلا أن العلاج يتضمن آليات التكيف، مثل ارتداء سماعات الرأس التي تعمل على إلغاء الضوضاء وتشغيل الموسيقى، بالإضافة إلى استخدام تقنيات التهدئة.
المراجع: