يُعد انسحاب المخدرات من الجسم مرحلة حاسمة في عملية التعافي من الإدمان، حيث يعاني المدمنون خلال هذه المرحلة من أعراض نفسية وجسدية تتراوح في شدتها حسب نوع المخدر وفترة تعاطيه.
تتفاوت مدة انسحاب المخدرات من الجسم بناءً على عدة عوامل منها نوع المخدر، مدة الاستخدام، وكمية الجرعة.
ومن الجدير ذكره أنّ المادة تبقى في الجسم بعد الإقلاع عنها فيما يُعرف بالمدة الانسحابية، ولعلك تساءلت: ما هي مدة انسحاب المخدرات من الجسم؟
هذا وأكثر يجيب عنه د.محمد أبو حليمة أخصائي الطب النفسي والإدمان، في المقال التالي.
مدة انسحاب المخدرات من الجسم
تبلغ مدة خروج المخدرات من الجسم أيام أو أسابيع أو حتى شهور في بعض الحالات، وحقيقةً لا يُمكن تعميم مدة معينة على جميع الحالات.
إذ يختلف الأمر باختلاف عوامل عدة؛ منها: نوع المادة التي يتعاطاها الشخص، والكمية، ومدة التعاطي، وغيرها.
على سبيل المثال: تحتاج المواد الأفيونية (مثل: ميثادون) قرابة 5-10 أيام حتى تنسحب تمامًا من الجسم بعد الإقلاع عنها.
في حين أن يحتاج الكوكايين مدة 1-10 أسابيع، والهيروين أسابيع إلى أشهر، والبنزوديازيبينات (مثل ألبرازولام وديازيبام) مدة تتراوح بين أشهر إلى سنوات.
أعراض انسحاب المخدرات من الجسم
يُصاحب انسحاب المخدرات من الجسم مجموعة من الأعراض الانسحابية قد تستمر لأيام أو أسابيع، وتزول مع الوقت، وبشكلٍ عام فهي قد تشمل ما يلي:
الأرق أو عدم القدرة على النوم.
التهيج والارتباك الذهني.
اضطراب الحالة المزاجية.
الاكتئاب والقلق.
الألم والتعب.
زيادة الشهية.
الهلوسة ورؤية أشياء غير موجودة.
الغثيان والتقيؤ.
الإسهال.
غزارة التعرق.
رعشة الجسم، أو القشعريرة.
سيلان الأنف.
الشعور بالحرارة أو البرودة.
ملاحظة: تختلف طبيعة وشدة الأعراض الانسحابية للمخدرات باختلاف عواملٍ عدة؛ منها:
نوع المادة.
مدة الاستخدام.
العمر.
الصحة العامة.
الحالة النفسية والعاطفية.
كيف تتعامل مع أعراض انسحاب المخدرات من الجسم؟
قد تكون الأعراض الانسحابية بعد الإقلاع عن المخدرات مزعجة بالنسبة للشخص، ما يدفعه للعودة للتعاطي.
ولذلك فإن الإقلاع عن المخدرات يجب أن يتم تحت إشراف طبيب مختص، إذ سيقوم بوصف خطة علاجية وأدوية مناسبة للسيطرة على الأعراض الانسحابية.
وقد تستلزم العديد من الحالات إدخال الشخص إلى مراكز التعاطي لتلقي العناية اللازمة، ولا يجب أن يكون ذلك أمرًا مُعيبًا أو مُقلقاً بالنسبة للشخص، بل إن التفكير بالنتيجة يجب أن يطغى على أيّ شعور آخر.
أسئلة شائعة
هل الإقلاع عن المخدرات فجأة له أضرار؟
نعم، إذ يسبب الإقلاع عن المخدرات فجأة أعراضًا انسحابية، وعلى الرغم من أنّ شدتها وطبيعتها قد تتفاوت من شخصٍ لآخر كما بينا أعلاه، إلا أن الإقلاع المفاجئ عنها قد يؤدي لآثار شديدة.
لذلك يوصي الأطباء غالباً بالتوجه للمراكز المعنية لوضع خطة تتناسب مع سحب المادة تدريجياً من الجسم.
هل يمكن الوقاية من ظهور أعراض انسحابية للمخدرات؟
نعم، في حال كان ترك المخدرات تحت إشراف الطبيب وباتباع توصياته والخطة العلاجية التي وضعها، ففي كثيرٍ من الحالات تكون الأعراض خفيفة ولا تؤثر في الشخص.