الصفحة الرئيسية » المدونات » ما أنواع الخوف المرضي؟
الخوف المرضي، المعروف أيضًا بالفوبيا، هو اضطراب نفسي يتسم بخوف مفرط وغير منطقي من أشياء أو مواقف معينة.
هذا النوع من الخوف يتجاوز الحدود الطبيعية ويؤثر بشكل كبير على حياة الأفراد الذين يعانون منه، مما يدفعهم إلى تجنب تلك الأشياء أو المواقف بشكل مستمر.
في هذا المقال، يذكر الدكتور محمد عوني أبو حليمة اختصاصي الطب النفسي ومعالجة الإدمان أنواع الخوف المرضي، وكيفية تأثيرها على الأفراد، وأفضل الطرق للتعامل معها والتغلب عليها.
نظرًا لأن الخوف المرضي يؤثر على كل شخص بشكل مختلف، فلا يوجد عدد محدد من المخاوف.
ومع ذلك، يقسم الخبراء المخاوف إلى خمس فئات رئيسية، يمكن ذكرهم على النحو التالي:
من أبرز الأمثلة عليها:
يتضمن الخوف من:
تشمل ما يلي:
مثل:
تتضمن التالي:
يميل الرهاب المعقد إلى أن يكون له تأثير كبير ومؤدي على حياة الشخص من أنواع الرهاب المحددة، حيث أنه يميل إلى التطور عند البلوغ.
ومن الأمثلة عليه:
الخوف المرضي يمكن أن يتطور في أي مرحلة من مراحل الحياة، ولكنه غالبًا ما يبدأ في مرحلة الطفولة أو المراهقة.
وتعد النساء أكثر عرضة للإصابة بالخوف المرضي بمقدار الضعف مقارنة بالرجال.
أسباب الخوف المرضي
فيما يلي أهم الأسباب التي قد تؤدي إلى تطور الخوف المرضي:
التعرض لتجربة مؤلمة أو صادمة في مرحلة الطفولة أو المراهقة يمكن أن يؤدي إلى تطور الخوف.
على سبيل المثال، التعرض لهجوم من كلب في الصغر يمكن أن يؤدي إلى فوبيا الكلاب.
هناك دلائل على أن الخوف المرضي قد يكون له عوامل وراثية، فإذا كان أحد أفراد العائلة مصابًا بفوبيا معينة، فإن احتمالية إصابة أفراد آخرين في العائلة بنفس الفوبيا تكون أكبر.
البيئة التي ينشأ فيها الفرد قد تساهم في تطور الخوف المرضي، فمشاهدة شخص آخر يعاني من خوف شديد من شيء معين يمكن أن يؤثر على الشخص ويجعله يطور نفس الخوف.
بعض أنواع الخوف قد ترتبط بخلل في كيمياء الدماغ، وخاصة في المناطق المسؤولة عن تنظيم الخوف والاستجابة للخطر.
الشخصيات القلقة أو الحساسة أو تلك التي تتصف بالمبالغة في التفكير قد تكون أكثر عرضة لتطور الخوف.
فالتوتر المزمن والقلق يمكن أن يعززا من احتمالية ظهور هذه الحالة.
يمكن للأطفال تعلم الخوف من خلال ملاحظة ردود أفعال لدى الوالدين أو الآخرين، بحيث إذا رأى الطفل أحد والديه يشعر بالخوف من شيء معين، فقد يتعلم أن يخاف من نفس الشيء.
يمكن تقسيم الأعراض كما يلي:
تشمل ما يلي:
مثل:
تتضمن الأعراض السلوكية أي تغيرات في نمط الحياة أو الروتين أو العادات وخاصة الإيجابية منها، حتى لا يواجه ما يخاف منه.
مثال: تجنب شراء منزل أو الحصول على وظيفة في مكان يطل على نهر أو بحيرة أو محيط بسبب الخوف من الماء أو السباحة أو الغرق.
فيما يلي توضيح لكيفية تشخيص هذه الحالة:
يقوم الطبيب بجمع معلومات شاملة حول التاريخ الطبي والنفسي للشخص، بما في ذلك أي تجارب سابقة مع القلق أو الاكتئاب أو أي اضطرابات نفسية أخرى.
يسأل الطبيب أيضًا عن الأعراض التي يعاني منها الشخص، متى بدأت، ومدى شدتها، وكيف تؤثر على حياته اليومية.
يتم استخدام استبيانات أو أسئلة موجهة لتحديد نوع الخوف وشدته، بالإضافة إلى أنه يلاحظ الطبيب كيفية تفاعل الشخص مع المواقف التي تثير خوفه، وكيفية استجابته جسديًا وعاطفيًا.
يستخدم الأخصائي معايير الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5) الصادر عن الجمعية الأمريكية للطب النفسي. تتضمن هذه المعايير:
علاج الخوف المرضي (الفوبيا) يتضمن مجموعة من الاستراتيجيات النفسية والطبية التي تهدف إلى تقليل الأعراض وتمكين الفرد من التعامل مع مخاوفه بفعالية.
فيما يلي أبرز طرق العلاج المستخدمة:
يتم من خلاله تحديد الأفكار والمعتقدات السلبية والمشوهة التي تساهم في زيادة الخوف والقلق، ثم تعليم الفرد كيفية استبدال الأفكار السلبية والمخاوف غير المنطقية بأفكار أكثر توازناً ومنطقية.
بالإضافة إلى أنه يتم استخدام التعزيز الإيجابي لتشجيع السلوكيات الإيجابية وتجنب السلوكيات التي تزيد من الخوف.
يعتبر التعرض التدريجي أو ما يُعرف بـ “العلاج بالتعرض” جزءًا أساسيًا من العلاج، حيث أنه يتعرض الفرد تدريجيًا للموقف أو الشيء الذي يخاف منه في بيئة آمنة ومراقبة، مما يساعده على تقليل قلقه بمرور الوقت.
الهدف من العلاج بالتعرض هو تقليل التفاعلات السلبية والخوف الزائد تجاه المواقف أو الأشياء المخيفة. وبالتالي، يتعلم المريض تدريجياً أن يواجه مخاوفه بشكل أكثر فعالية ويتعلم كيف يتحكم في ردود فعله عندما يواجه المواقف المخيفة.
من المهم أن يتم إجراء العلاج بالتعرض تحت إشراف متخصص نفسي مؤهل، حيث يمكن أن يساعد المعالج في تخطيط وتوجيه العلاج بشكل يتناسب مع احتياجات المريض ومستوى خوفه وقدرته على التحمل.
يهدف هذا العلاج إلى فهم الجذور النفسية العميقة للخوف، مثل الصدمات السابقة أو النزاعات الداخلية، والعمل على معالجتها.
قد يوصي الطبيب ببعض الأدوية للتغلب على أعراض الخوف، مثل: مضادات الاكتئاب، ومضادات القلق.
يوفر بيئة داعمة حيث يمكن للأفراد مشاركة تجاربهم والتعلم من تجارب الآخرين الذين يواجهون نفس الفوبيا.
يمكن أن يكون للخوف آثار طويلة المدى على الصحة العقلية والجسدية، خاصة عندما يواجه الشخص محفزات بشكل متكرر أو تكون لها آثار شديدة بشكل خاص.
تشمل حالات الصحة العقلية الأكثر احتمالية لدى الأشخاص الذين يعانون من الخوف المرضي، ما يلي:
تتضمن ما يلي:
اقرأ أيضًا: اضطراب حب التملك هل تعاني منه؟
في ختام المقال يؤكد الدكتور محمد أنه عندما نواجه الخوف المرضي بشجاعة وتحت إشراف الخبراء، نفتح أبواباً جديدة للشجاعة والتطور الشخصي.
إن تحدينا للخوف يمهد الطريق لنمونا وتحقيق إمكانياتنا الكامنة، حيث يكمن في تجاوزنا للخوف الطريق إلى القوة والثقة في أنفسنا.
المصادر: