الصفحة الرئيسية » المدونات » الخجل: كيف تتعامل معه؟
لعل الشعور بالخجل أمر طبيعي عند التعرض لمواقف معينة، إلا أنّ الخجل الزائد وإظهاره في مواقف تستحق أو لا تستحق ذلك يستلزم النظر فيه وإيجاد حلول للتعامل معه.
لما لذلك من تأثير في الجوانب المختلفة من حياة الفرد، ولعلك تساءلت عزيزي القارئ؛ كيف أتعامل مع الخجل؟ هذا وأكثر ما يجيب عنه د.محمد أبو حليمة الحاصل على شهادة البورد الأردني وهو عضو في جمعية الطب النفسي الأردنية.
يمكن التغلب على مشكلة الخجل وتعزيز الثقة بالنفس من خلال اتباع مجموعة من النصائح والطرق، والتي نذكر من أبرزها ما يلي:
فبالنسبة لكونك شخص خجول قد تواجه مشكلة في التحدث أمام جمهور أو مجموعة أشخاص مرة واحدة.
ولذلك يجب البدء بالأمر تدريجياً؛ بدءًا من التحدث إلى أحد أفراد الأسرة، أو الأصدقاء، أو الزملاء الذين تشعر بالراحة معهم، ومن ثم توسعة الدائرة وزيادة عدد الأشخاص الذين تتحدث أمامهم أو تشرح لهم فكرة معينة.
وكذلك فإن التدرج في المدة وطريقة التواصل أمر ضروري؛ فبدايةً يمكن وضع هدف يتمثل بالتحدث أمام الآخرين مدة 5 دقائق، ومن ثم زيادة هذه المدة تدريجيًا.
ويمكن البدء بالتواصل البصري ولغة الجسد ومن ثم الانتقال إلى طرح الأسئلة والمحادثات القصيرة.
فالتدريب يجعل الشخص مستعدًا للمواجهة وما سيقوله، فعلى سبيل المثال يُمكنك التدرب على ما ستقوله في المكالمة قبل الاتصال بالشخص.
ويُمكن التدرب أمام المرآة لتعزيز الثقة وتقليل الخجل والتوتر، ومع تكرار التدريب ستجد نفسك أصبحت أكثر ثقةً بما ستقوله.
لا تنتظر بدء الآخرين بالمحادثة، فالبدايات هي أصعب جزء وتجاوزها يُساعد على مشكلة الخجل.
ويُمكنك اختيار طريقة مناسبة لبدء المحادثة؛ مثل: التعريف بنفسك قائلاً: (مرحبا، أنا خالد ونحن معًا في كورس اللغة الإنجليزية)، أو المجاملة قائلاً: (السترة التي ترتديها خلابة للغاية)، أو طرح سؤال: (متى موعد تسليم التقرير المطلوب؟) .. إلخ.
فعلى عكس ما تتصوره؛ فالأشخاص من حولك لا ينتبهون لجميع الخطوات التي تقوم بها، وبالتالي فهم لا يتتبعون أخطائك، وبالتالي فإن التحدث أو التصرف بعفوية لن يكون ملحوظًا من الجميع.
إن التركيز على التفكير بالنقاط الإيجابية عند حديثك مع نفسك يُساهم في تغلبك على المشاعر السلبية وعدم إعطائها حجمًا أكبر من حجمها الحقيقي.
وعلى الرغم من أن ذلك قد يكون صعبًا في البداية؛ إلا أن الاستمرار به والمحاولة بإصرار ستجعل الأمر ممكنًا مع الوقت، وسيُصبح عادة بالنسبة لك، وسينعكس ذلك إيجابًا على حبك لنفسك.
يقف الخجل عائقًا أمام تطورك وتقدمك في جوانب الحياة المختلفة، ولذلك فإن البحث عن جوانب القوة واكتشافها أمر في غاية الأهمية.
فالوصول لهذه النقاط والعمل على تطويرها وإبرازها أمام الآخرين يُعزز الثقة بالنفس ويُخفف الشعور بالخجل والشك ويمنح فرصة للتطور والتقدم.
فوجود صديق مقرب أو أحد أفراد أسرتك في المناسبات والاجتماعات يُعزز حضورك وثقتك بنفسك، وننصحك بمصارحته وبأنك ترتاح بوجوده وتشعر بخجل أقل.
عدا عن ذلك؛ فهو بدوره سيعمل على إيجاد طرق لإشراكك بالحديث أو المواقف بطريقةٍ تُعزز ثقتك بنفسك وتقلل شعورك بالخجل.
فتجنبك للمناسبات الاجتماعية تفاديًا للشعور بالخجل ليس بالحلّ لهذه المشكلة، بل قد يزيدها سوءًا.
ولذلك تجب المبادرة والمشاركة في هذه المناسبات لتعزيز الثقة بالنفس وتقليل الشعور بالخجل والاكتئاب والعزلة الاجتماعية.
فهناك علاقة وطيدة تربط بين المشاركة في المناسبات الاجتماعية وتقليل الشعور بالخجل.
إنّ تزييف الصورة الخارجية وإظهار أمور غير حقيقية؛ كإظهار الجرأة لإخفاء الخجل ليس بالحلّ، بل قد يُشعرك بمزيد من القلق.
وبدلاً من التصنّع يمكن اعتماد أسلوب الاعتراف بأن سريع الشعور والخجل بالتوتر وبأنك بحاجةٍ لوقت قصير للاسترخاء قبل إكمال الحديث.
وستكون ردة فعلهم إيجابية وسيُظهرون الثناء عليك وتقدير جهودك، وهذا ما سيُعزز ثقتك على الاستمرار
قد تشعر بالإحراج عند المبادرة بالحديث مع شخص أو طلب موعد لمقابلته أو التعرف عليه، ولا يجب أن يكون التفكير بالحرج عائقًا أمام المباشرة بذلك.
وحتى وإن شعرت بذلك لا تُطل التفكير بالرفض، بل يجب عليك المحاولة حتى وإن كانت النتائج على عكس ما ترغبه.
فالمحاولات المستمرة في المواقف المختلفة ستجعلك أكثر ثقة وقدرة على تجاوز الشعور بالخجل والحرج.
فإذا ما تحدثوا عن خجلك فاجعل نبرة صوتك أعلى بما يمنحك ثقة أكبر، أو تحدث عن الأمر بمرح ودعابة كوسيلة لجعله أمرًا عاديًا لا يدعو للإحراج.
ولكن في نفس الوقت حاول تجنب الأشخاص الذين يتعمدّون مضايقتك أو التنمر عليك؛ واحتفظ بمن يساعدوك على تجاوز هذه المشكلة.
قد لا تُجدي الطرق السابقة وحدها فعالية في تجاوز مشكلة الخجل، أو قد يكون الخجل الشديد ذو تأثير في حياة الفرد وقدرته على التطور وعيش حياة طبيعية وتشكيل علاقات، وهنا لا بأس لو استشرت طبيب أو مختص.
فهو سيساعدك على إيجاد حلول تتلائم مع حالتك بما يُساعدك على التأقلم مع الخجل وتجاوزه، إلى جانب تعلم المهارات الاجتماعية والتعامل مع الأمر بطريقةٍ صحيحة.
اقرأ أيضًا: صفات تظهر على متعاطي المخدرات
المصادر: