بدايةً يمكننا تبسيط مفهوم الاكتئاب الموسمي على أنّه نوع من أنواع الاكتئاب المرتبط بدرجة كبيرة جدًا بالتّغيرا الموسمية، ويبدأ وينتهي في ذات الأوقات من السّنة؛ وتبدأ أعراضه -التي سنقوم بشرحها تفصيلًا- مع بدايات شهر الشّتاء وعادةً ما تخف تدريجيًا مع بداية فصل الرّبيع والصّيف.
ومن الجدير بالذكر أنّ هذا النّوع من الاكتئاب عادةً ما ينتشر لدى من يقنطون الأماكن البعيدة عن خط الاستواء، فكما ذكرنا سابقًا هذا لارتباطه الوثيق بانخفاض درجات الحرارة وبالأحرى غياب الشّمس لفترات طويلة.
وقد يًعاني المُصاب بالاكتئاب الموسمي من مجموعة من الأعراض أكثرها وضوحًا هي الشّعور بالحزن والاحباط وفقدان الطاقة والشغف اتجاه ممارسة حتى الأمور الحياتية الاعتيادية.
ما الأعراض التي يُعاني منها المصاب بـ الاكتئاب الموسمي؟
يُمكن أن يُعاني المصاب بالاكتئاب الموسمي من مجموعة من الأعراض تتفاوت في حدتًها حسب عوامل تختلف من شخص لآخر، ومن الجدير بالذّكر أنّ أعراض الاكتئاب الموسمي تتشابه بدرجة كبيرة مع أعراض مرض الاكتئاب.
وتتمثل بالشّعور بالحزن والضيق بما يعيق مواصلته لحياته بشكل طبيعي وبما لا يقل عن أسبوعين متواصلين خلال نفس الوقت من السّنة ويصاحب هذه الأعراض ما يأتي:
الشّعور بالتّعب وفقدان الطاقة لمواصلة الأنشطة اليومية.
عدم القدرة على التّركيز.
قد يشعر المصاب بثقل في الأطراف (اليدين والقدمين).
تكرار الهواجس والأفكار حول الموت أو حتى التفكير بالانتحار.
الشّعور بعد الارتياح، وكذلك عدم القدرة على التّحمل بحيث يأتي شعور الضيق كردة فعل على أية مواقف تثير تحسس الشّخص.
التوتر والقلق.
الأرق.
ردات الفعل العنيفة.
فقدان الشّهية ونزول الوزن.
هل يوجد عوامل تزيد من فرصة الإصابة بالاكتئاب الموسمي؟
بالطّبع يوجد عوامل خطورة -كما أشرنا سابقًا- تزيد من احتمالية تعرض الشّخص للإصابة بالاكتئاب الموسمي.
لعل أهمها اختلال كمية الضوء التي يتعرض لها الشّخص خاصةً ضوء الشّمس، وفي حال كان الشّخص يعاني من اختلال في توازن نواقل عصبية معينة من مثل؛ السيروتونين، والدوبامين، كما ويوجد عوامل أخرى مثل:
وجود استعداد جيني ووراثي (إصابة أحد أفراد العائلة بالاكتئاب الموسمي).
العًمر؛ فالصّغار بالسّن أكثر عرضةً من الكبا بالسّن.
ما حقيقة وجود علاقة بين الإصابة بالاكتئاب الموسمي ونقص الفيتامينات والمعادن بالجسم؟
في الحقيقة، تحاول بعض الدّراسات ربط نقص فيتامين “د” والإصابة بالاكتئاب الموسمي، وقد يبدو ذلك منطقيًا وذلك لارتباط نقص هذا الفيتامين بقلة التّعرض لأشعة الشّمس، لكن لا يمكن الجزم بذلك، كما وتوجد دراسات قليلة نوعًا ما تحاول الربط بينه وبين إنتاج الجسم للميلاتونين.
ولكن في حال كان لهما دور حقيقي أم لا؛ فإنّ علاج الاكتئاب الموسمي لا يعتمد عليهما بشكل رئيسي! فالعلاج يتطلب متابعة طبية دقيقة لتحديد درجة الاكتئاب والأدوية الأنسب حسب الحالة الخاصة بالمُصاب. وعادةّ ما تستخدم مضادات الاكتئاب في العلاج مع إرشادات خاصة حول تشجيع المُصاب على التّعرض لأشعة الشّمس بما لا يقل عن 60 دقيقة في اليوم، أو حتى اللجوء لما يُسمى بالعلاج الضوئي (light Therapy).
نصائح تساعدك في التّغلب على أعراض الاكتئاب الموسمي
ممّا لاشك فيه أنّ المشورة الطبية مهمة، ولكن يمكن للنصائح الآتية أن تخفف من حالات الاكتئاب الموسمي:
تناول وجبات غذائية متوازنة ومتنوعة.
تّعرض للضوء وارفع درجات الإضاءة من حولك سواء الطبيعية أو غيرها، وافتح النوافذ من حولك دائمًا.
احرص على أخذ جولة حول المنزل أو حتى مارس رياضة تحبها في الهواء الطلق.
افهم أعراضك أكثر للتعامل معها كما يجب؛ بمعنى ضع مخطط بديل لتلك الأيام التي تفقد فيها حيويتك وطاقتك، كأن تستغني عن الطبخ وتطلب طعامًا جاهزًا أو تستعين ببديل لا يتطلب مجهودًا منك