الصفحة الرئيسية » المدونات » الاكتئاب الذهاني: كل ما تحتاج معرفته
يبرز الاكتئاب الذهاني كمشكلة شائعة تؤثر على العديد من الأشخاص حول العالم.
فهي حالة تجمع بين أعراض الاكتئاب التقليدية مثل الحزن العميق وفقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية، مع أعراض الذهان التي تشمل أفكار الهلوسة والأوهام.
تمثل الصعوبات التي يواجهها المصابون بالاكتئاب الذهاني تحديًا كبيرًا للأفراد وأسرهم، مما يستدعي فهمًا عميقًا ودعمًا فعّالًا من المجتمع والمهنيين الصحيين.
يقدم الدكتور عوني داوود أبو حليمة استشاري الطب النفسي والإدمان وعضو الجمعية الأردنية للطب النفسي في هذا المقال أهم المعلومات التي تتعلق بالاكتئاب الذهاني
يعد الاكتئاب الشديد في حد ذاته منهك ومخيف ولكن في بعض الحالات قد يرافق الاكتئاب بما يسمى الذهان وهو حالة عقلية عابرة تتميز برؤية أو سماع أشياء غير موجودة في الواقع وقد تشمل الأوهام والهلوسة لذلك تسمى هذه الحالة بالاكتئاب الذهاني (Psychotic Depression).
ويعاني 0.4% من البالغين بشكل عام من هذا الاكتئاب وقد تصل النسبة إلى 3% للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 ويعانون منه.
وعلى الرغم من أن هذه الحالة غير شائعة إلا أن معدل الانتحار لديهم أعلى بكثير من الأشخاص المصابين بالاكتئاب الشديد فقط.
إلا الآن أسباب الإصابة بالاكتئاب الذهاني غير معروفة ومفهومة تمامًا، حيث أنه من المعروف أنه لا يوجد سبب واحد للاكتئاب ويوجد العديد من العوامل التي تحفز للإصابة به.
ولكن من المحتمل أن تلعب الجينات دورًا بحيث تكون مجموعة من الجينات تساهم في الإصابة بالاكتئاب ومجموعة أخرى تساهم في الإصابة بالذهان لذلك نجد الشخص معرض للإصابة بالاكتئاب والذهان معًا.
وفي حالات أخرى قد تكون ظروف الحياة والظروف الشخصية سببًا لبعض الأشخاص للإصابة بالاكتئاب الذهاني.
يمكن تقسيم الأعراض كالآتي:
أبرزها ما يأتي:
تعرف عليها:
غالبًا ما يقرر الطبيب خطة علاجية تناسب كل حالة، وبشكل عام قد تشمل الخطة العلاجية ما يأتي:
عادةً ما تتضمن الخطة العلاجية مزيجًا من الأدوية المضادة للاكتئاب والذهان، حيث أنه تشير الأبحاث إلى أن الجمع بينهما يكون أكثر فعالية، ومن أبرز الأمثلة:
يعد العلاج آمن وفعال لمرضى هذا النوع من الاكتئاب حيث أن الطبيب يقوم بهذا الإجراء تحت التخدير ثم يقوم بتطبيق تيارات كهربائية على رأس الشخص مما يؤدي لحدوث نوبة عامة في الدماغ.
وقد يلجأ الطبيب لعلاج بعض المرضى بواسطة الصدمات الكهربائية والدوائية.
يساعد العلاج بالكلام أو العلاج السلوكي المعرفي في مساعدة بعض الأشخاص المصابين بالاكتئاب الشديد بما في ذلك المصابين بالذهان.
يعد علاج هذه الحالة بشكل عام من العلاجات الفعالة للغاية حيث أنه يمكن لمعظم المرضى أن يتعافوا في غضون عدة أشهر ولكن هذا لا يمنع من الاستمرار بالمتابعة وزيارة الطبيب لإيجاد الدواء الأكثر فعالية ولا يسبب آثار جانبية للمريض.
كما أنه ينصح بتوفير الدعم النفسي والعاطفي والاجتماعي لمرضى الاكتئاب الذهاني حيث أن هذا المرض يعد من الأمراض الخطيرة بسبب ارتفاع خطر الانتحار بين المرضى.
غالبًا ما يكون الأشخاص المصابين بأمراض عقلية أخرى، مثل: الفصام قد يعانون أيضًا من الذهان أما المصابين بالاكتئاب الذهاني عادةً ما يكون لديهم أوهام أو هلوسات وأعراض تتعلق تتعلق بالاكتئاب، مثل: انعدام الثقة بالنفس أو الفشل.
لذلك يعد الاكتئاب الذهاني والفصام حالتان مختلفتان ولكن تعد الهلوسات والأوهام من الأعراض المشتركة بينهما.
ويجدر بالذكر أن أعراض الذهان المرتبطة بالفصام غالبًا ما تكون غريبة أو غير واضحة على عكس الأشخاص المصابين بالاكتئاب الذهاني لذلك من المهم زيارة الطبيب للحصول على التشخيص المناسب حيث أن العلاج لكلا الحالتين يختلف.
كما شرحنا سابقًا أن الاكتئاب الذهاني أعراضه مرتبطة بالذهان والاكتئاب معًا والتي تشمل الهلوسة والأوهام.
بينما الاكتئاب العصبي أو ما يسمى بالاكتئاب الكئيب (Neurotic depression) أو اضطراب Dysthymia هو نوع من الاكتئاب المزمن الذي يرافقه أعراض مثل الحزن واليأس وغالبًا ما تكون خفيفة أو متوسطة.
والنقطة الأهم هنا أن مرضى الاكتئاب العصبي لا يعانون من أعراض الذهان على عكس مرضى الاكتئاب الذهاني.
اقرأ أيضًا: علاج اكتئاب ما بعد الولادة القيصرية
المصادر: