الصفحة الرئيسية » المدونات » لماذا النساء أكثر عرضة لـ الاكتئاب من الرجال؟
الاكتئاب هو اضطراب مزاجي يتسم بشعور دائم بالحزن وفقدان المتعة والاهتمام بالأنشطة اليومية. قد يصاحبه نقص في التركيز، بالإضافة إلى مشاعر الذنب وعدم الأهمية وانخفاض تقدير الذات.
يؤثر هذا الاضطراب على المشاعر والتفكير والسلوك، مما يؤدي إلى مشكلات عاطفية وجسدية تؤثر سلبًا على القدرة على أداء الأنشطة اليومية. في الحالات المتقدمة، قد يؤدي الاكتئاب إلى شعور باليأس والتفكير في الانتحار.
ولكن وجد بأن الاكتئاب أكثر شيوعًا لدى النساء مقارنة بالرجال فما هي الأسباب؟ يوضح لنا الأسباب الدكتور محمد عوني أبو حليمة اختصاصي الطب النفسي ومعالجة الإدمان
هناك العديد من الأسباب التي قد تزيد من احتمالية إصابة النساء بالاكتئاب أكثر من الرجال ومنها:
بينما يُعتبر أي شخص لديه تاريخ عائلي من الاكتئاب أكثر عرضة للإصابة به، فإن النساء تتأثر بشكل خاص بهذا العامل الوراثي.
تشير إحدى الدراسات إلى أن العوامل الوراثية يمكن أن تزيد من احتمالية الإصابة بالاكتئاب الشديد بنسبة تصل إلى 40%. كما أن بعض الطفرات الجينية المرتبطة بالاكتئاب الشديد تحدث بشكل خاص لدى النساء.
على الرغم من أن التغيرات الهرمونية قد لا تكون السبب المباشر للاكتئاب، إلا أنها يمكن أن تمهد الطريق لتطور هذا الاضطراب وتزيد من احتمالية حدوثه. نظرًا لأن النساء يتعرضن لتقلبات هرمونية بشكل منتظم ويشهدن تغيرات أكثر حدة في مراحل معينة من حياتهن، فإن خطر الإصابة بالاكتئاب يكون أكبر من الناحية البيولوجية.
وقد ثبت أن هرموني الإستروجين والبروجسترون يؤثران على النواقل العصبية والغدد الصماء العصبية والأنظمة اليومية امسؤولة عن اضطرابات المزاج.
ويُلاحظ بأن النساء يمكن أن تعانين من اضطرابات المزاج المرتبطة بدورتهن الشهرية، مثل اضطراب ما قبل الحيض (PMDD)، وهو اضطراب مزاجي يتميز بأعراض اكتئابية تحدث قبل بدء الدورة الشهرية، وهذا يُشير أيضًا إلى وجود علاقة بين الهرمونات الجنسية الأنثوية والمزاج.
تعتبر مستويات الإجهاد والتوتر المزمنة من العوامل الرئيسية المساهمة في خطر الإصابة بالاكتئاب، حيث تشير الدراسات إلى أن النساء أكثر عرضة من الرجال للإفصاح عن شعورهن بالتوتر بشكل مستمر.
على الرغم من أن الضغوطات قد تختلف، إلا أن العديد منهن يُشِرن إلى شعورهن بالإجهاد نتيجة عبء العمل الزائد، وظروف الحياة، أو الإساءة كعوامل رئيسية للضغط النفسي.
تتعرض النساء لضغوط اجتماعية متنوعة عبر الثقافات، والتي تُعتبر من أسباب الاكتئاب. ومن أمثلة هذه الضغوط:
اقرأ أيضًا: كيف تتعامل مع نوبات الغضب عند الأطفال؟
تعتبر الاستجابة العاطفية والتفكير المفرط في الأحداث السلبية من بين أسباب الاكتئاب لدى النساء، حيث قد يؤدي التفكير في هذه الأحداث إلى تفاقم نوبات الاكتئاب.
يمكن أن تُعزى أسباب الاكتئاب لدى النساء إلى التغيرات التي تحدث في مرحلة المراهقة، بالإضافة إلى الانطباعات السلبية عن صورة الجسم. كما تشمل هذه الأسباب التغيرات الجسدية التي تحدث بعد الولادة أو خلال فترة انقطاع الطمث.
يُعتبر الاكتئاب من أكثر الاضطرابات النفسية القابلة للعلاج. تشير الإحصاءات إلى أن حوالي 80% إلى 90% من الأفراد المصابين بالاكتئاب الذين يسعون للحصول على العلاج يستجيبون بشكل إيجابي في نهاية المطاف.
تشمل خيارات العلاج ما يلي:
يتضمن العلاج النفسي، المعروف أيضًا بالعلاج بالكلام، التعرف على المشاعر والأفكار والسلوكيات غير الصحية وتغييرها. هناك العديد من أنواع العلاج النفسي، حيث يُعد العلاج السلوكي المعرفي (CBT) الأكثر شيوعًا.
في بعض الحالات، يمكن أن يكون العلاج القصير كافيًا، بينما قد يحتاج البعض الآخر إلى متابعة العلاج لعدة أشهر أو حتى سنوات.
يمكن أن تساعد الأدوية الموصوفة، المعروفة بمضادات الاكتئاب، في تعديل كيمياء الدماغ المرتبطة بالاكتئاب. تتوفر أنواع مختلفة من مضادات الاكتئاب، وقد يستغرق الأمر بعض الوقت لاكتشاف النوع الأكثر ملاءمة لك.
تعتبر مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) أحد أكثر الأدوية شيوعًا التي تستخدم في حالات الاكتئاب.
هناك أيضًا بعض الأمور التي يُمكن القيام بها للمساعدة في تحسين أعراض الاكتئاب، بما في ذلك:
المراجع: