الصفحة الرئيسية » المدونات » ما هي أعراض اضطراب الأكل القهري؟
تعدّ مسألة اضطراب الأكل القهري من بين القضايا الصحية التي تستحوذ على اهتمام المجتمع الطبي والعام على حدّ سواء.
حيث أن هذا الاضطراب لا يعد فقط مشكلة صحية، بل هو أيضًا تجربة شخصية تؤثر على العديد من جوانب الحياة اليومية للفرد المتأثر ولأسرته.
في هذا المقال، يقوم الدكتور محمد عوني أبو حليمة اختصاصي الطب النفسي ومعالجة الإدمان بإلقاء نظرة على أعراض اضطراب الأكل القهري، وكيف يمكن أن يؤثر على الفرد، بالإضافة إلى ذكر الطرق الممكنة لعلاج الأشخاص المتأثرين به، وتقديم العون لهم لمواجهة هذا التحدي الصحي الهام.
يُعرف اضطراب الأكل القهري على أنه اضطراب نفسي وسلوكي يتسم بنمط مستمر من الإفراط المزمن والقهري في تناول الطعام.
تليه محاولات متكررة للتخلص من الوزن المكتسب بشكل غير صحي، مثل:
بالإضافة إلى ذلك، يعاني الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب من قلق مفرط بشأن الوزن والشكل الجسدي، ويمكن أن يؤدي هذا النمط من السلوك إلى مشاكل صحية جسدية ونفسية خطيرة.
من الأسباب الشائعة، ما يلي:
قد يكون الضغط النفسي والتوتر النفسي عاملًا مساهمًا في تطور اضطراب الأكل القهري، فمن الممكن أن يكون ردًا على التوتر النفسي أو الصعوبات النفسية الأخرى.
ويجدر بالذكر أنه يمكن أن يكون اضطراب الأكل جزءًا من صورة أوسع لاضطراب نفسي، مثل اضطرابات القلق أو الاكتئاب.
يمكن أن تؤثر المعايير الجمالية المتطورة والضغوط الاجتماعية المرتبطة بالوزن والشكل الجسدي على زيادة احتمالات الإصابة بهذا الاضطراب.
بعض التجارب البيئية مثل التعرض للتنمر أو الضغط الاجتماعي في الأسرة أو في البيئة المدرسية قد تلعب دورًا في تطوير اضطرابات الأكل.
أما بالنسبة لعوامل الخطورة فقد يزيد خطر الإصابة بهذا الاضطراب بسبب العديد من العوامل والتي تشمل ما يلي:
معظم الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نهم الطعام يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، ومع ذلك قد تجد البعض يعانون من هذه الحالة ولديهم وزن طبيعي.
وبالتالي قد تظهر على العديد من الأشخاص بعض العلامات والأعراض السلوكية والعاطفية عند تناول الطعام، وقد تشمل ما يلي:
حيث أن الشخص يتناول:
قد يكون الشخص مهووسًا بفكرة فقدان الوزن والحصول على جسم مثالي، ومع ذلك يستمر الشخص المصاب بالاضطراب باتباع نظام غذائي متكرر، والذي قد يسبب تقلبات في الوزن أو عدم فقدان الوزن.
يمكن أن يصاحب الأكل الزائد شعورًا بالذنب والعار، وبالتالي يميل الشخص إلى تناول الطعام بمفرده، ربما لأنه يشعر بالعار أو الخجل من كمية الطعام التي يتناولها.
يستخدم الشخص الطعام كوسيلة للتعامل مع المشاعر السلبية مثل القلق أو الاكتئاب، وهذا يؤدي إلى انخفاض الثقة بالنفس.
يمكن أن يكون لدى الأشخاص المصابين بـ اضطراب الأكل القهري جدولًا محددًا لجلسات الأكل الزائد، حيث يقومون بتنظيم أوقات معينة لهذا السلوك.
يمكن أن يكون لديهم سلوكًا سريًا في تخزين الطعام أو إخفاءه في أماكن معينة للوصول إليه لاحقًا.
تشخيص اضطراب الأكل القهري يتطلب تقييمًا من قبل الطبيب النفسي، ويشمل هذا التقييم عادةً عدة عناصر، وهي كما يلي:
يتضمن هذا التقييم استجوابًا مفصلًا لتاريخ الأعراض والأنماط الغذائية والسلوكيات المرتبطة بالطعام، بالإضافة إلى تقييم للصحة الجسدية والنفسية العامة.
يقوم الطبيب بعمل تقييم نفسي للأعراض النفسية المرتبطة بالتوتر والقلق والاكتئاب، بالإضافة إلى فحص للعوامل النفسية والعلاقات الاجتماعية التي قد تؤثر على السلوك الغذائي.
يمكن أيضًا للطبيب استخدام مقاييس معينة لتقييم شدة الأعراض وتأثيرها على حياة الفرد، وتشمل معايير تشخيص اضطراب الشراهة عند تناول الطعام ما يلي:
هناك عدة طرق لعلاج اضطراب الأكل القهري، وتتضمن ما يلي:
هناك أنواع عديدة من العلاج النفسي، مثل:
يستهدف هذا النوع من العلاج تغيير الأفكار والسلوكيات الضارة المرتبطة بالأكل، وتعلم استراتيجيات جديدة للتعامل مع التوتر والعوامل النفسية الأخرى.
يشمل المشاركة في جلسات علاجية مع أفراد العائلة لتعزيز التفاهم والدعم وتعلم الطرق الصحية للتواصل وحل المشاكل المرتبطة بالأكل.
يركز العلاج على فهم الأنماط الغذائية السلبية والعواطف المرتبطة بها، بالإضافة إلى تعليم المريض كيفية التعامل مع العواطف السلبية بشكل صحيح وبناء الثقة بالنفس وتعزيز الصورة الإيجابية.
يساعد هذا العلاج في استكشاف الأسباب العميقة والعواطف المختلفة التي تقف وراء سلوكيات اضطراب الأكل القهري.
فهذا يمكن أن يتضمن فهم الصراعات النفسية الداخلية والعلاقات العاطفية ثم تعليم المريض كيفية التعامل بشكل صحيح مع العواطف المؤلمة وتحسين مهاراته في التحكم بها بدلاً من اللجوء إلى السلوكيات الضارة مثل الأكل القهري.
قد يوصي الطبيب بأدوية للمساعدة في التحكم في الرغبة الشديدة في الأكل أو القيء المتكرر، ومن أبرز الأدوية الموافق عليها من قبل إدارة الغذاء والدواء، هو دواء : لسدكسامفيتامين (Lisdexamfetamine).
وهو دواء لعلاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، ولكنه يستخدم أيضًا لعلاج اضطراب الأكل القهري، حيث أن الأبحاث أظهرت أنه يمكن أن يساعد في التحكم في الانفعالات في كلتا الحالتين.
قد يوصي الطبيب أيضًا بأدوية لعلاج حالات أخرى مرتبطة باضطراب الأكل، مثل مضادات الاكتئاب أو أدوية القلق، فهذا يساعد في علاج حالات الصحة العقلية الأساسية لدى المريض والمسببة لهذا الاضطراب.
يشمل تقديم الإرشادات الغذائية والتثقيف بشأن الأنماط الغذائية الصحية وإعادة تعلم النمط السليم لتناول الطعام.
وقد يكون الدعم الغذائي هذا ضروريًا لاستعادة الوزن الصحي وتحسين التغذية العامة.
إذا كنت تحاول السيطرة على الأكل القهري، فقد يساعدك أن تصبح أكثر وعيًا بالحوافز التي تحفز هذه العادة، ومن خلال الاهتمام برغباتك، يمكنك أن تتعلم كيفية التمييز بين الجوع الحقيقي والرغبة في الإفراط في تناول الطعام.
نقدم هنا بعض النصائح:
ثم لاحظ فقط، دون إصدار أحكام، ما يحدث في عقلك وجسدك، يمكنك أيضًا التوقف والقيام بذلك أثناء تناول الطعام.
إذا كنت جائعًا حقًا، فهذا هو الوقت المناسب لتناول الطعام، لا تنتظر حتى تتضور جوعا، وإلا ستكون أكثر عرضة للإفراط في تناول الطعام.
إحدى الأساليب هي التوقف عندما تشعر بالشبع تقريبًا بنسبة 80٪.
قم بتدوين ما تأكله كل يوم وما تفكر فيه وتشعر به، ستبدأ في التعرف على الأنماط، وربما المحفزات.
قم بإخلاء منزلك من الأطعمة المسرفة المفضلة لديك وخطط لوجبات بديلة مسبقًا، وتجنب الأماكن الاجتماعية التي تشجع على الإفراط في تناول الطعام.
اقرأ أيضًا: متى يتحول إدمان العمل إلى مرض؟
المصادر: