الصفحة الرئيسية » المدونات » إدمان الحشيش وتأثيره على الصحة النفسية
مع تزايد انتشار استخدام و إدمان الحشيش في العديد من المجتمعات، أصبح الفهم الشامل لتأثيراته الصحية والنفسية أمرًا ضروريًا للغاية.
حيث أن الحشيش يعتبر من المواد المخدرة التي تثير الكثير من الجدل، فبينما يعتقد البعض أنه يمكن أن يكون استخدامه آمنًا وعلاجيًا، يرون آخرون أن له تأثيرات جانبية خطيرة ويمكن أن يؤدي إلى مشكلات صحية على المدى الطويل.
في هذا المقال، يقوم الدكتور محمد عوني أبو حليمة، اختصاصي الطب النفسي ومعالجة الإدمان، بذكر أهم المعلومات حول إدمان الحشيش وتأثيراته على الصحة النفسية، لنفهم مدى صحة هذه الافتراضات وكيف يمكن للحشيش أن يؤثر على حياة الأفراد وعلاقاتهم.
الحشيش عبارة عن مخدر غير قانوني يتم تصنيعه من نبات القنب، ويمكن أن يطلق عليه أيضًا بالماريجوانا، أو الجانجا.
ومن المعروف أن الحشيش يدخل إلى مجرى الدم فورًا بمجرد تدخينه مما يؤدي إلى انتقاله بسرعة إلى الدماغ، فالحشيش يحتوي على مادة نشطة تُدعى التتراهيدروكانابينول (THC) التي تتفاعل مع نظام القنب البشري، والذي يُعرف بنظام القنبدانيد (Endocannabinoid System).
هذا النظام يلعب دورًا مهمًا في تنظيم العديد من وظائف الجسم المختلفة مثل الشعور بالجوع، والألم، والمزاج، والذاكرة، والتحكم في الحركة.
عند تناول الحشيش، يتم استقبال التتراهيدروكانابينول من قِبل مستقبلات الدماغ، مما يؤدي إلى تغييرات في وظائف النظام العصبي المركزي، وهذه التغييرات تؤثر على العديد من المراكز في الدماغ، وتُسبب التأثيرات النفسية المعروفة للحشيش، مثل الشعور بالراحة، والهلوسة، والتفكير المتغير.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤثر التتراهيدروكانابينول على الجسم بطرق أخرى، مثل زيادة معدل ضربات القلب، والتهاب العين، وجفاف الفم، وزيادة الشهية، وعلى الرغم من أن التأثيرات النفسية للحشيش تُعتبر الأكثر شهرة، فإنه يمكن أيضًا أن يؤثر على وظائف الجسم الأخرى والصحة العامة.
نعم، يمكن أن يسبب الحشيش الإدمان حيث أنه حوالي 1 من كل 10 أشخاص من مستخدمي الحشيش بانتظام يصبحون مدمنين عليه، ويزداد خطر الإدمان أكثر في حال استخدامه في سن المراهقة أو استخدامه كل يوم.
أعراض الإدمان على الحشيش يمكن أن تكون متنوعة وتشمل التالي:
غالبًا ما تكون آثار إدمان الحشيش غير سارة خاصة على المدى الطويل فقد تؤثر بشكل كبير على الصحة النفسية، فيما يلي سنذكر لك تأثيرات الحشيش على الصحة النفسية:
يؤدي الحشيش إلى زيادة إفراز الدوبامين في الدماغ وهو ناقل عصبي يلعب دورًا مهمًا في الشعور بالمتعة والنشوة والاسترخاء، وهذا التأثير قد يؤدي إلى الاعتماد على الحشيش والإدمان عليه لتحقيق الاسترخاء أو التخفيف من القلق.
وبمرور الوقت، قد يحتاج الشخص إلى كميات أكبر من الحشيش لتحقيق نفس الشعور الذي كان يحصل عليه من الجرعات الأولى، مما يعزز من احتمالية التعرض للإدمان.
يمكن للاستخدام المتكرر للحشيش أن يسبب زيادة في مستويات القلق والاكتئاب، خاصة لدى الأشخاص الذين لديهم خطر كبير للإصابة بالأمراض النفسية، مثل الاكتئاب.
فالحشيش يعمل على التأثير على نظام الدوبامين والسيروتونين، وهما نواقل عصبية ترتبط بالمزاج والقلق، مما قد يزيد من حالات القلق والاكتئاب.
لذا، يجب على الأفراد الحذر من الاعتماد على الحشيش كوسيلة للتعامل مع القلق أو الاكتئاب، والبحث عن أساليب أخرى للعلاج، مع الأخذ في الاعتبار الآثار الجانبية والمخاطر المحتملة لاستخدام الحشيش.
يؤدي الحشيش إلى تأثيرات سلبية على الذاكرة والقدرة على التركيز، وغالبًا ما يكون ملحوظًا ويؤثر بشكل خاص على الأفراد الذين يتعلمون أو يعملون.
فقد يؤدي الحشيش إلى:
قد يزيد استخدام الحشيش من خطر الإصابة بالاضطرابات النفسية مثل فصام الشباب، أو الذهان، أو اضطراب ثنائي القطب.
وتشمل ما يلي:
تأثير الحشيش على الجسم يعتمد على الجرعة، وكيفية تعاطيه، والتكوين الجيني للشخص، والظروف البيئية. ومع ذلك، يمكن أن يؤثر الحشيش على الجسم على النحو التالي:
علاج إدمان الحشيش يتطلب نهجًا متعدد الجوانب يشمل العلاج النفسي والدعم الاجتماعي والتدخل الطبي.
فيما يلي طرق علاج إدمان الحشيش بالتفصيل:
يبدأ العلاج بتقييم شامل للحالة، يشمل التاريخ الطبي للمريض والأعراض التي يعاني منها ومدى تأثيرها على حياته.
يتضمن العلاج النفسي، ما يلي:
العلاج الدوائي لإدمان الحشيش قد يكون جزءًا مهمًا من البرنامج العلاجي، ولكن يجب أن يتم استخدام الأدوية كجزء من نهج شامل يشمل العلاج النفسي والدعم الاجتماعي.
فيما يلي بعض الأدوية التي قد تستخدم في علاج الإدمان:
في حالات الإدمان الشديد، قد يكون من الضروري دخول المريض في برامج علاج مكثفة تقدم في مراكز إعادة التأهيل للمساعدة في التغلب على الإدمان وتقديم الدعم اللازم له.
بعد اكتمال العلاج، يجب على المريض الحصول على دعم مستمر للحفاظ على نجاح العلاج وتجنب العودة إلى التعاطي مرة أخرى.
في الختام، بالرغم من أن الحشيش يعتبر أقل خطورة من بعض المخدرات الأخرى، إلا أنه يحمل مخاطر صحية ونفسية يجب أن يكون الأفراد على دراية بها قبل البدء في استخدامه، ومن الضروري البحث عن أساليب علاجية فعالة للأشخاص الذين قد يعانون من مشكلات إدمان الحشيش.
وتذكر دائمًا أنه يجب التعامل مع إدمان الحشيش بجدية والبحث عن العلاجات الفعالة التي تساعد على التغلب عليه واستعادة حياة صحية ومتوازنة.
اقرأ أيضًا: أعراض الاكتئاب
المصادر: