الصفحة الرئيسية » المدونات » ما هي المرونة النفسية؟
المرونة النفسية هي القدرة على التعامل مع التحديات والصعوبات التي يواجهها الشخص في حياته، والعمل على تعزيز قوته الداخلية للتغلب عليها. عند وقوع حدث سيء، من الطبيعي أن تشعر بالغضب والحزن والألم، لكنك ستظل قادرًا على المضي قدمًا في حياتك على الصعيدين الجسدي والنفسي. والمرونة لا تعني التعامل مع التحديات بمفردك، بل تشمل أيضًا القدرة على التواصل مع الآخرين وطلب الدعم منهم كجزء أساسي من هذه القدرة.
وهي لا تعني القضاء على التوتر أو المشاكل التي يمر بها الأشخاص، بل تعزز قدرتهم على التعامل معها بفعالية.
يمكن للمرونة النفسية أن تُكتسب وتُبنى مع مرور الوقت، سواء بالنسبة للكبار أو الأطفال. ولكن هناك عدة خطوات يمكن أن تساعد في تعزيز هذه القدرة ومنها:
الأشخاص المرنون قادرون على مواجهة المواقف السلبية بنظرة واقعية دون التركيز على اللوم أو الأمور التي لا يمكن تغييرها. بدلاً من اعتبار التحديات غير قابلة للتغلب عليها، يمكن تحويل الأفكار والتركيز على إيجاد حلول صغيرة لتحسين الوضع واتخاذ خطوات ملموسة للتغيير.
التركيز على ما يمكن فعله بطريقة إيجابية هو أسلوب فعال للخروج من دائرة التفكير السلبي.
مشاركة الصعوبات مع الأصدقاء أو الأشخاص المقربين لا تجعل المشاكل تختفي، لكنها تمنح الشخص شعورًا بالراحة والدعم.
كما أن الحديث مع الآخرين يساعد على اكتساب رؤى جديدة حول التحديات، وقد يفتح أبوابًا لأفكار مبتكرة للتعامل معها.
عند مواجهة مشكلة أو أزمة، من السهل أن نشعر بالإرهاق بسبب الأشياء التي تبدو خارج نطاق تحكمنا. بدلاً من التمني لو كان بإمكاننا تغيير الماضي أو الوضع الراهن، من الأفضل أن نوجه انتباهنا إلى الأمور التي يمكننا التحكم بها بشكل مباشر. كما يمكن للبالغين مساعدة الأطفال على تطوير هذه المهارة عبر مناقشة المواقف معهم وتوجيههم لوضع خطة حول كيفية التعامل مع المواقف المستقبلية.
من المفيد أن نلاحظ الأشياء الإيجابية في حياتنا خلال الأوقات الصعبة، فالتوجه نحو ما يسير بشكل جيد أو ما يبعث على السعادة يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على قدرتنا على التكيف.
وهما أنشطة تساعد في تحويل تركيزنا نحو الخارج قليلاً. فبإبعاد طاقتنا عن التوتر والقلق وتوجيهها نحو تقديم مساهمة إيجابية، يمكننا أن نخلق شعورًا بالتحكم والقدرة على التأثير.
من الصعب التعامل مع الأشخاص الذين يسببون التوتر إذا سمحت لهم بالتدخل في حياتك الشخصية والتأثير على راحتك النفسية.
من المهم وضع حدود صحية والتمسك بها. لا تتردد في قول “لا” عندما يتطلب الأمر ذلك.
قبل التفاعل مع الأشخاص الصعبين، حدد قيمك وأهدافك الشخصية. استخدم هذه المبادئ كدليل لتوجيه تصرفاتك واتخاذ قرارات تتماشى معها.
بناء عادات صحية للسيطرة على التوتر يعد من الطرق الفعّالة لتعزيز المرونة النفسية بشكل عام.
تتضمن هذه العادات سلوكيات تساهم في تحسين الصحة العامة، مثل الحصول على نوم كافٍ وممارسة التمارين الرياضية، بالإضافة إلى استراتيجيات محددة يمكن اتباعها في أوقات الإجهاد، مثل:
اقرأ أيضًا: كيف تساعد شخص يعاني من أزمة نفسية؟
لا تهمل العناية بنفسك. تأكد من الحصول على قسط كافٍ من الراحة والنوم الجيد. قم بممارسة الأنشطة التي تستمتع بها والتي تساعدك على الاسترخاء وتجديد طاقتك.
حدد أهدافًا قابلة للتحقيق. اعمل على شيء واحد على الأقل بانتظام، حتى وإن بدا لك أنه قليل الأثر. المهم هو التقدم تدريجيًا. بدلاً من وضع خطط صعبة التنفيذ، اسأل نفسك: ما هو الشيء البسيط الذي يمكنني فعله اليوم ويساهم في تقدمي نحو الهدف الذي اخترته؟
تشير الدراسات إلى أن الأشخاص القادرين على إيجاد حلول للمشاكل يتعاملون بشكل أفضل مع التحديات مقارنة بمن لا يستطيعون ذلك.
في كل مرة تواجه مشكلة جديدة، قم بإعداد قائمة بالخيارات الممكنة لحلها. جرب استراتيجيات متنوعة وركز على تطوير أسلوب منطقي للتعامل مع المشكلات اليومية. من خلال ممارسة مهارات حل المشكلات بانتظام، ستصبح أكثر قدرة على مواجهة التحديات بثقة.
المراجع: