ما هي أسباب مرض الذهان؟

ما هي أسباب مرض الذهان؟

مرض الذهان هو اضطراب نفسي يؤدي إلى تشوش ذهن المريض وانفصاله عن الواقع نتيجة تغيير طريقة تفكير الشخص بحيثُ يُصبح غير قادر على التمييز بين ما هو حقيقي وبين الهلاوس التي قد يسمعها في رأسه أو ما يشعر به من أوهام.

عادًة ما يُصاحب الذهان مضاعفات خطيرة ويمكن أن يحدث الذهان في أي عمر، إلا أنه نادر جدًا عند الأطفال والمراهقين الذين تقل أعمارهم عن 15 عامًا.

ولكن ما هي أسباب مرض الذهان؟ سنتعرف على الإجابة بالتفصيل من خلال الدكتور محمد عوني أبو حليمة اختصاصي الطب النفسي ومعالجة الإدمان في هذا المقال.

أسباب مرض الذهان

في الواقع لا يوجد سبب محدد للذهان ولكنه قد ينجم عن مزيج معقد من العوامل الوراثية، والبيئية.

وبشكلٍ عام تشمل أسباب مرض الذهان وعوامل خطر الإصابة به ما يلي:

• العوامل البيئية: مثل التعرض لصدمات نفسية خاصًة خلال مرحلة الطفولة.
• العوامل الوراثية: حيثُ يزداد خطر الإصابة بـ مرض الذهان إذا كان هناك تاريخ عائلي من الإصابة بأحد الاضطرابات الذهانية.
• الاضطرابات النفسية: خاصًة الفصام، والاكتئاب الشديد واضطراب ثنائي القطب، والاكتئاب الشديد.
• بعض الحالات الطبية: أيضًا قد تزيد من احتمالية الإصابة منها:
  • الخرف والزهايمر.
  • مرض باركنسون.
  • بعض أنواع الصرع.
  • أورام المخ والسكتات الدماغية.
  • مرض هنتنغتون.
• عوامل أخرى: الحرمان من النوم، وشرب الكحول، وتعاطي المخدرات.

أعراض مرض الذهان

عادةً ما يعاني الأشخاص المصابون بالذهان من الأوهام على سبيل المثال، أن الأشخاص على شاشة التلفزيون يرسلون لهم رسائل خاصة أو أن الآخرين يحاولون إيذائهم، إلى جانب الهلوسة (وتعني رؤية أو سماع أشياء لا يراها الآخرون، مثل سماع أصوات تأمرهم بذلك). 

يمكن أن تشمل الأعراض الأخرى كلامًا وسلوكًا غير متماسك أو لا معنى له وغير مناسب للموقف.

ومع ذلك، غالبًا ما يُظهر الشخص تغيرات في سلوكه قبل أن يتطور الذهان، وتشمل العلامات السلوكية التحذيرية للذهان ما يلي:

• الشك أو الأفكار المشوشة أو عدم الارتياح مع الآخرين.
• صعوبة في التفكير بشكل واضح ومنطقي.
• الانسحاب الاجتماعي وقضاء الكثير من الوقت بشكل منفرد.
• أفكار غير عادية أو مكثفة بشكل مفرط، أو مشاعر غريبة، أو قلة المشاعر.
• انخفاض الرعاية الذاتية أو النظافة الشخصية.
• اضطراب النوم، بما في ذلك صعوبة النوم أو النوم لساعات قليلة.
• صعوبة التمييز بين الواقع والخيال.
• كلام مشوش أو صعوبة في التواصل.
• انخفاض مفاجئ في الدرجات أو الأداء الوظيفي.

إلى جانب هذه الأعراض، قد يعاني الشخص المصاب بالذهان أيضًا من تغيرات عامة في السلوك تشمل:

• الاضطراب العاطفي.
• القلق.
• عدم وجود الحافز.
• صعوبة العمل بشكل عام.

وفي بعض الحالات، قد يتصرف الشخص الذي يعاني من نوبة ذهانية بطرق مربكة وغير متوقعة وقد يؤذي نفسه أو يُصبح تهديدًا أو عنيفًا تجاه الآخرين.

كيف يتم علاج مرض الذهان؟

يعتمد علاج الذهان بشكل أساسي على السبب الكامن وراءه، في تلك الحالات، غالبًا ما يكون علاج السبب الأساسي هو العلاج الوحيد المطلوب.

وفي الواقع ينبغي أن يتلقى أي شخص يعاني من الذهان رعاية طبية عاجلة للسيطرة على الأعراض ومنع تفاقم المرض.

وفيما يلي نوضح أهم العلاجات:

الأدوية المضادة للذهان

تعتبر الأدوية المضادة للذهان هي العلاج الأساسي للأشخاص الذين يعانون من أمراض ذهانية.

حيثُ يمكن لهذه الأدوية أن تقلل من أعراض الذهان لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية، مثل الفصام. ومع ذلك، فهي لا تعالج أو تشفي الحالة الأساسية.

ومن أمثلة هذه الأدوية ما يلي:

• هالوبيريدول (Haloperidol).
• الكلوربرومازين (Chlorpromazine).
• كلوزابين (Clozapine)

لا يمكن لأي شخص استخدام هذه الأدوية إلا تحت إشراف الطبيب لأنها يمكن أن يكون لها آثار ضارة.

في كثير من الحالات، يحتاج الأشخاص فقط إلى تناول مضادات الذهان لفترة قصيرة حتى تصبح أعراضهم أكثر قابلية للسيطرة عليها. وقد يحتاج آخرون إلى تناولها على المدى الطويل.

العلاج السلوكي المعرفي

العلاج السلوكي المعرفي (CBT) هو نوع من أنواع العلاج النفسي، يهدف إلى تغيير التفكير والسلوكيات الغير صحية إلى سلوكيات وأفكار صحية مع تعليم المريض كيفية التعامل معها.

لقد ثبت أن العلاج السلوكي المعرفي فعال في مساعدة الأشخاص على السيطرة على الأعراض بشكل أفضل، وعادًة ما يتضمن جلسات منتظمة مع الطبيب

غالبًا ما يكون العلاج السلوكي المعرفي مفيدًا جدًا لأعراض الذهان التي لا تعالجها الأدوية بشكل كامل.

في الختام، مرض الذهان يعتبر من الاضطرابات النفسية التي تسبب الانفصال عن الواقع ويصبح المريض غير قادر على التمييز بين ما هو حقيقي وبين الأوهام والهلاوس. لا يوجد سبب محدد لحدوث مرض الذهان إلا أنه قد يحدث نتيجة عوامل بيئية وجينية.

عادًة ما يُصاحب الذهان مضاعفات خطيرة إذا تُرك دون علاج لذلك ينبغي مراجعة الطبيب على الفور في حال ظهور الأعراض المرتبطة به.

اقرأ أيضًا: الخوف من الارتباط

المصادر:

1. Understanding Psychosis. (n.d.). National Institute of Mental Health (NIMH). https://www.nimh.nih.gov/health/publications/understanding-psychosis#:~:text=What%20causes%20psychosis%3F,bipolar%20disorder%2C%20or%20severe%20depression.
2. Professional, C. C. M. (n.d.-bh). Psychosis. Cleveland Clinic. https://my.clevelandclinic.org/health/symptoms/23012-psychosis
3. Psychosis – causes. (n.d.). HSE.ie. https://www2.hse.ie/conditions/psychosis/causes/
4. MacGill, M. (2024b, January 17). What is psychosis? https://www.medicalnewstoday.com/articles/248159#treatment