مرض الوسواس القهري هو اضطراب نفسي يتسم بتكرار أفكار غير مرغوب فيها وتصرفات مكررة، مما يسبب قلقًا ملحوظًا للفرد المصاب، وهذا ما يؤثر سلبًا على الحياة اليومية والعلاقة الشخصية، مما يتطلب الحصول على رعاية طبية وعلاج مناسب للحالة.
ولعلك تساءلت ما هي أسباب الوسواس القهري؟ هذا ما سيُحدثنا عنه الدكتور محمد أبو حليمة أخصائي الطب النفسي.
أسباب الوسواس القهري
لا يُعد السبب الدقيق وراء هذا الوسواس معروفاً، ويُعتقد أن هذه الحالة ناجمة عن مجموعة عوامل، ونذكر منها ما يلي:
العوامل الوراثية والجينية
قد ترتبط جينات معينة بالإصابة بالوسواس القهري، لذا فإن إصابة أحد أفراد العائلة بهذا المرض؛ يعني أن الأفراد الآخرين سيكونون أكثر عرضة للإصابة به أيضًا، تحديدًا إذا كان الفرد المصاب من درجة القرابة الأولى (أب، أخ، أخت، أم).
اختلافات في الدماغ
قد يكون السبب وراء الإصابة بالوسواس القهري مرتبط بانخفاض مستويات مادة السيروتونين في الدماغ.
أو أن هناك مناطق منه تكون ذات نشاط مرتفع بطريقةٍ غير طبيعية، كذلك فإن الوسواس القهري يرتبط بالإصابة باضطرابات دماغية معينة تؤثر على نفس مناطق الدماغ المعنية بهذا الاضطراب؛ مثل: الصرع، أو مرض باركنسون، أو متلازمة توريت.
أحداث الحياة
فقد يكون الوسواس القهري مرتبطًا بتعرض الشخص لأحداث معينة خلال فترة حياته، والتي نذكر من أبرزها ما يلي:
الضرب والإهانة.
الإهمال.
سوء المعاملة.
التنمر.
فقدان شخص عزيز.
طبيعة الشخصية
فقد يكون الأفراد الذين يتّسمون بصفاتٍ معينة أكثر عرضة للإصابة بالوسواس القهري، مثل: الأشخاص الذين يتّصفون بالأناقة أو الدقة أو المعايير الشخصية العالية، أو من لديهم حسّ قوي بالمسؤولية تجاه أنفسهم والآخرين من حولهم.
الإصابة بأمراض نفسية أخرى
فقد أكدت دراسات عدة على أن الأشخاص المصابين بأمراض نفسية أخرى مثل القلق والاكتئاب هم أكثر عرضة للإصابة بالوسواس القهري.
الإصابة بأمراض معينة
أثبتت دراسات بأن الإصابة بالعدوى البكتيرية العقدية قد يترتب عليها اضطرابات عصبية نفسية مناعية عدة؛ والتي من بينها الوسواس القهري.
التغيرات الهرمونية
فقد تكون النساء في فترة الحمل والولادة أكثر عرضة لاضطراباتٍ نفسية عدة، والتي من بينها الوسواس القهري.
الوقاية من الوسواس القهري
لا توجد طريقة أو نهج معين يمكن اتباعه يقي تمامًا من الوسواس القهري؛ نظرًا لعدم وجود سبب دقيق معين يكمن وراء المرض، ولكن قد يوصي الطبيب بما يلي:
الحفاظ على الصحة النفسية قدر الإمكان والابتعاد عن أي عوامل أو ضغوط أو أشخاص قد تؤثر على النفسية سلباً.
مراجعة الطبيب فور ظهور أعراض المرض، ذلك أن التشخيص والعلاج المبكر قد يفيد في تخفيف الأعراض والسيطرة على الحالة ومنع تطورها أو حدوث مضاعفات.
أسئلة شائعة
ما هي الفئات العمرية الأكثر عرضة للإصابة بـ الوسواس القهري؟
حقيقةً فإن معظم حالات هذا الاضطراب تظهر بين الأطفال والشباب.
من الأكثر إصابةً بـ الوسواس القهري النساء أم الرجال؟
يعد الذكور أكثر عرضة للإصابة بالوسواس القهري في مرحلة الطفولة مقارنةً بالإناث، أما في مراحل لاحقة من العمر بعد الطفولة فتكون الإناث هي الأكثر عرضة للمرض.
هل يسبب الكحول أو المخدرات حدوث الوسواس القهري؟
قد يؤدي تعاطي الكحول أو المخدرات إلى تحفيز حدوث تغيرات دماغية، والتي من شأنها أن تكون سببًا بحدوث هذه الحالة، أو قد تؤدي إلى تطور حالاتٍ أخرى كالقلق والاكتئاب والإدمان؛ وهذه العوامل أيضًا ترتبط بالإصابة بالوسواس القهري.
هل يمكن علاج الوسواس القهري؟
نعم، وكما بينا أعلاه كلما كان التشخيص والعلاج مبكر فإن النتائج العلاجية تكون أفضل، ويتم علاج هذا الاضطراب تحت إشراف طبيب نفسي؛ وغالباً ما تتضمن الخطة العلاجية جلسات علاج نفسي إلى جانب أخذ أدوية نفسية.