الصفحة الرئيسية » المدونات » العلاج السلوكي لفرط الحركة وتشتت الانتباه
يعد العلاج السلوكي لفرط الحركة أحد أبرز الأساليب العلاجية الفعّالة لإدارة هذا الاضطراب (ADHD).
هذا العلاج يركز على تعديل السلوكيات غير المرغوبة وتعزيز السلوكيات الإيجابية من خلال استراتيجيات ممنهجة ومثبتة علميًا.
في هذا المقال يقدم الدكتور محمد أبو حليمة أخصائي الطب النفسي نظرة شاملة حول كيفية استخدام العلاج السلوكي كأداة قوية لمساعدة الأشخاص في التعامل مع تحديات فرط الحركة وتشتت الانتباه، وتحقيق تحسينات ملموسة في حياتهم اليومية.
اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD)، هو اضطراب يصيب الأطفال والبالغين على حد سواء، ومن أفضل علاجاته المستخدمة حاليًا في مجال الطب النفسي هو العلاج السلوكي.
يُركز العلاج السلوكي على الطريقة التي يجِب أن يتكيَّف بها الأشخاص المحيطين بمصاب فرط الحركة وتشتت الانتباه لتشجيع السلوكيات الجيدة وتثبيط السلوكيات غير المرغوب فيها.
يمكن أن يؤثر هذا الاضطراب على:
يعد التشخيص المبكر، والعلاج الناجح، والدعم العائلي من الأمور الهامَّة لمساعدة الأفراد المصابين بـفرط الحركة وتشتت الانتباه على التعايش بشكل أفضل مع هذا الاضطراب.
حيث يعاني الأشخاص المصابون بفرط الحركة وتشتت الانتباه من صعوبة في تنفيذ مهامهم، مثل التخطيط، والتنظيم، والتحكم في الاندفاعات، لذلك، ينبغي توفير الدعم والمساعدة اللازمة لهم في لمساعدتهم على تحقيق التوازن بين العلاج الدوائي والعلاج السلوكي، لتحسين جودة حياتهم نحو الأفضل.
يُظهر المصاب مجموعة من السلوكيات التي تندرج أسفل مسمى تشتت الانتباه، حيث يكون المصاب:
أما السلوكيات الأخرى بالغة الأهمية التي تندرج أسفل مسمى فرط النشاط والاندفاع، فهي التالي:
تنقسم الإجراءات المتبعة في العلاج السلوكي إلى قسمين:
يتضمن تدريب الوالدين على كيفية مساعدة الأطفال على التحكم في السلوك الاندفاعي، كما تُساعدهم على تعلم طرق أكثر فائدة للتعامل مع الأعراض التي تظهر على ابنهم المصاب.
هناك العديد من برامج التدريب السلوكي للوالدين التي ثبتت فعاليتها:
تعمل هذه البرامج السلوكية جميعها على تعليم الوالدين كيفية استخدام الثناء لتعزيز سلوكيات الطفل الإيجابية بشكل أكثر فاعلية، وتقليل المجادلات، ونوبات الغضب، بالشكل الذي يُقلل من الجهد المبذول من الوالدين للتعامل مع ذلك.
غالبًا ما يشعر الأشخاص الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه بأنهم يتعرضون للتوبيخ والعقاب بشكل أكبر من الإشادة بأفعالهم الإيجابية.
ولذلك يمكن للحصول على اهتمام إيجابي من الأشخاص الأكثر أهمية في حياتهم مثل والديهم أن يكون حافزًا كبيرًا لهم.
يعاني المصابون بفرط الحركة وتشتت الانتباه عادةً من صعوبات في التنظيم الذي يُساعدنا جميعًا على إنجاز المهام اليومية، كالتخطيط، واتخاذ القرارات، والتحكم في العواطف، والتعلم من الأخطاء.
يتضمن تدريب الطفل على كيفية أداء المهام والوظائف تشمل بقاء الطفل منظمًا، وقادرًا على التخطيط للمهام الموكلة إليه، وقادرًا على إدارة الوقت.
يعمل أخصائي العلاج النفسي على تعليم الفرد المصاب حول استراتيجيات التعلم التي تكمل أو تعزز قدرات الطفل الخاصة.
بالإضافةإلى العمل مع الآباء والمصابين معًا، لوضع الإجراءات والأدوات الملائمة لاستخدامها في إنجاز العمل بنجاح وبأقل قدر من الارتباك.
كما أنه يتم تطوير أنظمة للمصابين للتعامل مع العمل، من الناحيتين التنظيمية والأكاديمية.
على الرغم من أن العلاج السلوكي لا يعمل بشكل جذري على الحد من أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، إلا أنه يعمل على تعليم الأطفال كيفية التعامل معها والسيطرة عليها.
يُمكن دمج العلاج السلوكي مع العلاج في الأدوية في بعض الحالات، وفي حالات أخرى، قد يكون العالج السلوكي وحدهُ كافيًا دون أن يكون هناك حاجة لتناول الأدوية.
وتشمل أهمية العلاج السلوكي للأطفال والبالغين على حدٍ سواء، ما يأتي:
يمتلك المصابين بفرط الحركة وتشتت الانتباه فلسفة خاصة عند تحديد مقدار الجهد الذي يجِب بذله في إنجاز الأشياء، حيث يقومون بتوفير طاقتهم للأشياء التي يعتقدون أنها ستكون ذات فائدة أكثر، يُمكن تصور ذلك على أنه “اقتصاد في الطاقة العصبية”.
عندما يبذل الأطفال جهدًا كبيرًا في شيء ما، يتوقعون أن يرى العائد على جهودهم، وإذا لم يحدث ذلك، سيشعرون بالإحباط بشكل كبير، لذلك، سيعمل المعالج النفسي الجيِّد على تطوير مهاراتهم ومساعدتهم على تحقيق النجاح في تخطي ذلك.
اقرأ أيضًا: علاج الإدمان على المخدرات
المصادر: